مقتل 60 عنصرا من الجيش السوري في غارة امريكية يضع الاتفاق الروسي الامريكي على شفا الانهيار

18 سبتمبر, 2016 - 12:54

موسكو- بيروت – (أ ف ب) – دعت روسيا الاحد الولايات المتحدة الى القيام بتحقيق كامل في الغارات الجوية الدامية التي نفذتها على موقع للجيش السوري ما ادى الى مقتل 60 جنديا سوريا على الاقل.
وقالت الخارجية الروسية في بيان “ان موسكو تعبر عن قلقها البالغ لما حصل. ونحن ندعو شركاءنا الاميركيين الى اجراء تحقيق شامل واتخاذ اجراءات لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل”.
وشدد البيان على ان “ما قام به الطيارون، اذا لم يكونوا كما نامل ينفذون اوامر واشنطن، تراوح بين الاهمال الاجرامي والدعم المباشر لارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية”.
واقر التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن السبت بانه قصف ما كان يعتقد انه موقع للجهاديين، قبل ان يوقف العملية حالما ابلغته موسكو بان الامر يتعلق بموقع للجيش السوري.
وعبرت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سامانتا باور السبت عن اسف بلادها لهذه الغارة “التي لم تكن متعمدة”.
واتهم السفير الروسي لدى الامم المحتدة فيتالي تشوركين الولايات المتحدة بانتهاك التزامها بعدم التعرض لمواقع الجيش السوري، وراى في الحادث “نذير شؤم” بالنسبة للاتفاق الروسي الاميركي في سوريا.
الهدنة تترقب مآل التوتر الروسي الاميركي اثر قصف التحالف مواقع للجيش السوري
رفعت الضربة الجوية للتحالف الدولي ضد مواقع الجيش السوري في شرق البلاد من منسوب التوتر بين واشنطن وموسكو ما من شأنه ان يهدد اتفاق الهدنة في سوريا بعد حوالى اسبوع على بدء تنفيذه.
وتوصلت واشنطن وموسكو في بداية ايلول/سبتمبر الحالي الى اتفاق ينصّ على وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ مساء الاثنين الماضي وجرى تمديده مرتين في ظل معارك محدودة على جبهات سورية عدة. كما ينص على ايصال مساعدات الىه المناطق المحاصرة الا ان القافلات المحملة بمواد الاغاثة لا تزال تنتظر الضوء الاخضر.
ويخوض الجيش السوري معارك عنيفة قرب مطار دير الزور في شرق البلاد حيث شن هجوما مكنه من استعادة مواقع خسرها امام الجهاديين اثر غارات جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن قتلت عشرات الجنود السوريين.
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس “تحول الجيش السوري من الدفاع الى الهجوم” في منطقة جبل ثردة المطل على مطار دير الزور العسكري بعدما كان “تراجع نتيجة القصف الاميركي”.
واكد مصدر آخر في مطار دير الزور ان “الجيش استعاد معظم النقاط التي تسلل اليها داعش في جبل ثردة بغطاء جوي كثيف من الطائرات الروسية والسورية”.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على كامل محافظة دير الزور باستتثناء مطار دير الزور العسكري واجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة.
واسفر القصف الجوي الروسي، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، عن مقتل “38 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية”.
وخلال المعارك صباح الاحد اسقط الجهاديون طائرة حربية للجيش السوري، وفق ما افادت وكالة اعماق التابعة للتنظيم الجهادي.
واكد المرصد السوري مقتل قائدها.
-“نذير شؤم”-
شن تنظيم الدولة الاسلامية اثر ضربات جوية للتحالف، هجوما ضد مواقع الجيش السوري مكنته من السيطرة على جبل ثردة.
واعلنت موسكو مساء السبت ان طائرات للتحالف الدولي شنت اربع ضربات جوية ضد مواقع للجيش السوري قرب مطار دير الزور، ما اسفر عن “مقتل 62 جنديا سوريا واصابة مئة”.
اما المرصد السوري فافاد عن مقتل “اكثر من 90 عنصرا من قوات النظام”.
وصرح التحالف الدولي ان قواته “اعتقدت أنها ضربت موقعا قتاليا لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تراقبه لبعض الوقت قبل القصف”.
وأكد ان “التحالف ما كان ليستهدف عمدا بتاتا وحدة عسكرية سورية” كما سيبحث في ملابسات الضربة.
واصدر الجيش الاسترالي بيانا الاحد اكد فيه مشاركته في الغارات الجوية على دير الزور، مشددا في الوقت ذاته ان “استراليا ما كانت لتستهدف عمدا وحدة عسكرية سورية”.
وعقد مجلس الامن الدولي اثر تلك التطورات اجتماعا طارئا بطلب من روسيا.
وطالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من واشنطن “تفسيرات وافية ومفصلة (…) أمام مجلس الأمن”.
وأعربت سفيرة واشنطن لدى الامم المتحدة سامنثا باور بدورها عن أسفها حيال الغارة. وقالت “في حال تبين لنا أننا فعلا قصفنا عناصر من الجيش السوري، فتلك لم تكن نيتنا. ونحن نأسف بالطبع للخسائر بالأرواح”.
اما سفير روسيا فيتالي تشوركين فاعتبر الغارات الجوية “نذير شؤم” للاتفاق الاميركي الروسي في سوريا.
– مصير الهدنة –
وتتراشق الولايات المتحدة وروسيا منذ ايام الاتهامات حول اعاقة تطبيق الاتفاق حول سوريا الذي يستثني تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة).
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في سوريا مساء الاثنين بموجب اتفاق روسي اميركي. وجرى تمديدها 48 ساعة اضافية حتى مساء الجمعة، واعربت موسكو عن استعدادها لتمديد العمل بها 72 ساعة.
وكان الجيش السوري اعلن عن التزامه بالهدنة لسبعة ايام.
وترى روسيا ان الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها، وخصوصا في ما يتعلق بالتمييز بين الفصائل المعارضة وعناصر جبهة فتح الشام، في حين هددت واشنطن بعدم التنسيق عسكريا مع روسيا في حال عدم ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة.
وتنتظر منذ ايام عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات في المنطقة العازلة عند الحدود السورية التركية بامل ايصال المساعدات الى الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، حيث يعيش 250 الف شخص.
ولا يزال الهدوء مسيطرا على مدينة حلب المقسمة باستثناء بعض القذائف القليلة خلال الايام الماضية.
اما في جبهات اخرى، وخاصة في الغوطة الشرقية لدمشق وريف حمص (وسط) الشمالي وريف اللاذقية (غرب) الشمالي، فقد تجدد القصف الجوي والاشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة والاسلامية.
ولم تعلن الفصائل المعارضة في سوريا موقفا واضحا من الاتفاق الروسي الاميركي لكنها وجهت له انتقادات كثيرة، ورفضت بشكل خاص استهداف جبهة فتح الشام.
واكد قائد جبهة فتح الشام ابو محمد الجولاني في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية انه “لن نسمح ولا الفصائل باستمرار حصار مدينة حلب”، ووجه الشكر للفصائل لرفضها استهداف مجموعته.