لن تعرف قْديري إلا إذا جرّبت غيري.. صدام والقذافي.. والعراق وليبيا في غيابهما/ أ.د. علي الهيل

14 سبتمبر, 2016 - 16:06
أ.د. علي الهيل

بعد استقالته بأشهر قليلة، هاجم البرلمان البريطاني رئيس الوزراء السابق (ديفيد كاميرون) لاشتراكه مع الرئيس الفرنسي السابق (نيكولا ساركوزي) في الإطاحة بالزعيم الليبي (معمر القذافي) مما نتج عنه إنهيار الدولة الليبية وتحولها لدولة فاشلة.

قبل ذلك هاجم البرلمان البريطاني رئيس الوزراء الأسبق (توني بلير) لكذبه على البرلمان والشعب البريطاني أن العراق في عهد النظام العراقي السابق بقيادة (صدام حسين) يمتلك أسلحة دمار شامل، تشكل خطراً على أمن أمريكا (سيدته) وأمن بريطانيا والعالم، واشتراكه مع الرئيس الأمريكي السابق (جورج دبليوبوش-الإبن) في الحرب الآحادية (من غير تفويض أممي) على العراق التي أدت إلى الإطاحة بنظام الرئيس (صدام حسين) ومن ثم إعدامه بطريقة بشعة من حيث التوقيت (في أول أيام عيد الأضحى المبارك) وتحول العراق كليبيا تقريباً إلى دولة فاشلة ينخر فيها الفساد الإداري والمالي وتمزقها الأهواء الطائفية والعرقية والمذهبية والدينية.

كلا الشعبين في كلا البلدين العراق وليبيا لاسيما العقلاء يعضون أصابع الندم لذهاب أوبمعنىً أدق إذهاب النظامين التقليديين اللذين رغم مساوئهما غير أنهما حافظا على هرمونية الحياة والتعايش الشعبي.  ليس من ريب في أن التخطيط الصهيوني اليهودي كان وراء جهود ساركوزي وكاميرون في ليبيا وما من ريب في أن الجهة نفسها من خلال الحركة الأم (الإيباك) وراء جهود بلير وبوش في العراق. الهدف مصلحة “إسرائيل” والغاية تمزيق الأمة وإحلال الطائفية عدواًّ للأمة العربية بدلاً من “إسرائيل.”

أنظمة الخليج العربي هي الأخرى أخطأت في التخلي عن العراق بسبب غزوالعراق الكويت في عهد النظام السابق.  طبعاً الغزوتم بتخطيط صهيوني أمريكي إستغلالاً للحالة الإنفعالية لدى النظام العراقي السابق.  الهدف هوتمزيق الأمة (العراق وليبيا وسوريا ومصر واليمن) وغيرها- لمصلحة “إسرائيل” والغاية زرع الطائفية والفوضى في العراق وغيره من بلدان العالم العربي تمهيداً لإغراق المنطقة بحروب طائقية كما يحدث الآن تقريباً في كل مكان من العالم العربي.  صحيح أن النظام العراقي السابق إرتكب خطأً جسيماً يغزوه الكويت إلا أن الوقوف مع أمريكا والآخرين للقضاء عليه كان أكثر جسامة.

أ.د. علي الهيل

أستاذ جامعي وكاتب قطري