في مشهد جديد من مشاهد ظلم ودكتاتورية النظام العسكري الحاكم في موريتانيا تم استخدام القضاء لتصفية الحساب مع الناشط بحركة 25 فبراير الشيخ باي ولد الشيخ محمد الذي احتج قبل أسبوعين أمام وزير دأب على تضليل الموريتانيين بالأكاذيب والمغالطات في كل خرجاته الإعلامية.
فبعد أن تم الاعتداء عليه أثناء اعتقاله، واختطافه أربعة أيام ونصف أحيل الشيخ باي إلى النيابة العامة التي حولته إلى السجن المدني في دار النعيم أولا، ثم تاليا إلى سجن لكصر حيث أمضى أكثر من عشرة أيام وتم تقديمه إلى المحاكمة أمس الخميس 14 يوليو 2016 لدى محكمة الجنح التي يرأسها قاض معروف سيئ الصيت.
ورغم أن المرافعات كانت قانونية بالأساس إلا أن الحكم المنطوق جاء خارج سياقها وسط ذهول الجميع، فبرغم مطالبة النيابة العامة بأخف العقوبات بالنظر إلى الظروف المخففة حسب تكييفها للقضية على أنها جنحة مستندة للمادة 212 من القانون الجنائي، ورغم دفوعات هيئة الدفاع التي نفت صفة الاعتداء وأكدت على انتفاء القصد الجرمي، وأصالة التعبير الاحتجاجي السلمي الصادق الصادر عن الشيخ باي، رغم كل ذلك حكم القاضي بثلاث سنوات نافذة ضاربا عرض الحائط بمطالب النيابة والدفاع على حد سواء، مستجيبا لإملاءات السلطة التنفيذية "سلطة الأمر الواقع" التي تفرض نفسها على الشعب الموريتاني منذ انقلاب 2008!
وبناء على ما تقدم فإن حركة 25 فبراير:
ـ تشكر هيئة الدفاع عن المناضل الشيخ باي وتثمن جهودها الكبيرة في إظهار الحقيقة والسعي للعدالة والكرامة للمواطنين.
ـ تعلن رفضها للحكم الفج الذي لا يمت بعلاقة للقانون، وتذكر بأن نفس القاضي حكم مؤخرا على متهم مقرب من رأس السلطة استخدم السلاح ضد مواطن بسنة غير نافذة، وحكم بهذا الحكم الغريب على المناضل الشريف الشيخ باي الذي تعمد عدم إصابة الوزير منتهجا أسلوب الرمزية!
ـ تؤكد على منهجها السلمي في مقارعة الطغيان والاستبداد.
ـ ترفض تسخير القضاء بيد النظام العسكري، وتحويله إلى أداة لإرهاب المناضلين الصادقين الذين يسعون إلى كرامة المواطن وتبجيل الشعب.
ـ تستنكر الاعتداء الذي قامت به الشرطة في قاعة المحكمة على ناشطين ومتعاطفين مع المناضل الشيخ باي.
ـ تدين اختطاف خمسة ناشطين اعتقلوا لدى مخافر الشرطة.
ـ تؤكد عزمها على مواصلة النضال ضد نظام الطغيان العسكري.
ـ تدعو كافة القوى الوطنية الحية من أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية ومدنية إلى مساندة النضال السلمي للتخلص من حكم العسكر.
يسقط حكم العسكر!
المجد للشعب الموريتاني.