بعد اقتحام الفلوجة ومنبج.. هجوم واسع للتحالف السوري الروسي الإيراني في حلب وريفها.. لماذا هذا الهجوم الآن؟ وما تأثيره على تركيا وحلفائها؟

26 يونيو, 2016 - 01:48

بعد اقتحام الفلوجة ومدينة منبج.. هجوم واسع بري وجوي للتحالف السوري الروسي الايراني في حلب وريفها الشمالي والشرقي.. لماذا جاء هذا الهجوم الآن؟ وما مدى تأثيره على تركيا وحلفائها؟ وهل الصمت الامريكي دليل الموافقة؟

تشن قوات تابعة للجيش السوري وحزب الله وايران هجوما واسعا في ريف حلب الشرقي والشمالي، مدعومة بغطاء وغارات جوية روسية وسورية، بهدف القضاء على الوجود المكثف لتجمعات عسكرية تابعة لجبهة “النصرة”، وتنظيم “احرار الشام” المقرب منها.

الغارات الجوية المكثفة لم تتوقف طوال الليل، وانطلقت بعد الخطاب الذي القاه مساء امس السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، الذي اكد فيه ان معركة حلب هي المعركة الاستراتيجية الكبرى في سورية، وتعهد في هذا الخطاب الذي القاه بمناسبة الذكرى الاربعين لاغتيال مصطفى بدر الدين القائد العسكري لقوات الحزب في سورية، بزيادة عدد قوات حزب الله في هذه المنطقة، واعترف بمقتل 26 مقاتلا من انصاره منذ بداية شهر حزيران (يونيو) الحالي.

وتتزامن هذه العملية الهجومية الواسعة مع تقدم كبير حققته قوات الجيش الديمقراطي السوري (معظمها كردية) في مدينة منبج الواقعة قرب الحدود السورية التركية، وتشكل خط الامداد العسكري والبشري لفصائل المعارضة السورية المسلحة، مثلما تتزامن ايضا مع نجاح قوات عراقية مدعومة بمتطوعي الحشد الشعبي في الاستيلاء على معظم مدينة الفلوجة العراقية، ان لم يكن كلها، واخراج قوات “الدولة الاسلامية” منها، ومواصلة الاستعداد لاقتحام مدينة الموصل.

واللافت ان هذا التحرك العسكري الواسع للتحالف السوري الايراني الروسي يتم وسط صمت المعسكر الآخر المدعوم امريكيا، ونحن نتحدث هنا عن التحالف التركي السعودي القطري، مما يوحي بأمرين اساسيين: الاول ان تكون هناك موافقة ضمنية على هذا الهجوم في اطار تفاهم سياسي امريكي روسي، او عدم وجود رغبة، او قدرة، او الاثنين معا، لخوض مواجهة يمكن ان تؤدي الى اشعال فتيل حرب اقليمية اوسع.

التقدم العسكري للتحالف الروسي السوري الايراني في منطقة حلب يشكل قلقا كبيرا لتركيا على وجه الخصوص، فهذه المدينة الى جانب نظيرتها الموصل، في شمال العراق، تشكلان اهمية خاصة في الاستراتيجية التركية، وسقوطهما في ايدي التحالف المذكور، سيشكل ضربة قوية ومؤلمة لانقرة والرئيس رجب طيب اردوغان شخصيا.

معركة حلب في نظر العديد من الخبراء الاستراتيجيين تشكل المعركة الاهم في الازمة السورية، ومن يسيطر على حلب وريفها، بشقيه الشرقي والشمالي، يحسم معظم الحرب في سورية، ان لم كلها لصالحة، وربما هذا ما يفسر وضع التحالف السوري الايراني الروسي كل ثقله خلف الهجوم الموسع، بشقيه البري والجوي الذي انطلق فجر اليوم السبت.

“راي اليوم”