أوساط أوروبية قلقة من ولاية جديدة للرئيس الموريتاني

23 مايو, 2016 - 10:34

 أعربت أوساط أوروبية عن قلقها من التوتر الذي قد تشهده موريتانيا مستقبلاً ‏جراء‎ تفاقم الحديث عن تعديل دستوري يمهد الطريق نحو ولاية ثالثة للرئيس الحالي ‏محمد‎ ولد عبد العزيز، مما قد يؤثر على استقرار منطقة الساحل ومحاربة الإرهاب ‏في وقت‎ يزداد خطر هذه الظاهرة بسبب ما يجري في ليبيا ونيجيريا مع بوكو حرم‎.

ورغم المدة الزمنية التي تفصل عن الانتخابات الرئاسية المقبلة هي طويلة ‏نسبياً،‎ إلا أن موريتانيا بدأت تعيش نقاشات سياسية حادة على خلفية ما تعتبره ‏المعارضة‎ وجزء كبير من الرأي العام العام بنية غير معلنة للرئيس محمد ولد عبد العزيز‎ الترشح لرئاسة ثالثة بعد الإعلان عن تعديل الدستور المعمول به في الوقت ‏الراهن‎. وكان الرئيس قد أعلن مؤخراً نيته تعديل بعض بنود الدستور بدون الحديث ‏مباشرة عن‎ ولاية ثالثة. لكن الإعلان دفع بالمعارضة إلى التوحد والتشكيك في نوايا ‏الرئيس‎ خاصة بعدما بدأ يصفها بـ»أعداء الوطن» في خطوة لإقصاء رأيها، وبدأت ‏وسائل‎ إعلام مقربة من السلطة تلمح إلى ضرورة ولاية ثالثة للرئيس الذي وصل في ‏بادئ‎ الأمر عبر انقلاب عسكري وقام لاحقاً بانتخابات تشريعية للحصول على ‏الشرعية‎. والمفارقة أن موريتانيا التي كانت قد تقدمت منذ سنوات بما فيها إبان ‎ الفترة الأولى لحكم محمد ولد عبد العزيز في التقارير الدولية حول حرية التعبير‎ والتقدم الديمقراطي، تسجل وابتداء من سنة 2015 تراجعاً مستمراً، مما يؤكد ‏بدء‎ سيادة مناخ غير صحي للتطور السياسي‎.
وكشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى من الاتحاد الأوروبي لـ «القدس ‏العربي»‎ سيادة نوع من القلق وسط المؤسسات الأوروبية التي تهتم بالمغرب العربي ‏ومنطقة‎ الساحل، وذلك جراء الجدل السياسي المتفاقم حول ولاية ثالثة. وتؤكد هذه ‏المصادر‎ «‎معظم النقاشات والقرارات في الدول الإفريقية حول تعديل الدستور من أجل ‏ولاية‎ جديدة للرئيس تنتهي سلباً وآخر مثال حالة رئيس بوركينا فاسو بليز‎ كومباوري». وتتابع‎ ان «‎الوضع الحالي لا يدعو إلى القلق طالما لم يعلن الرئيس تعديل الدستور‎ للاستمرار في السلطة‎». ويعود هذا القلق إلى السياق العام في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل الصحراوي‎ نتيجة تداعيات الربيع العربي ونتيجة انتشار الإرهاب تدريجياً في هذه ‏المناطق‎ نتيجة وجود بوكو حرام في نيجيريا وتعاظم قوة الإرهابيين في ليبيا علاوة ‏على‎ وجود حركات أخرى في الساحل مثل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي‎. ويرى المراقبون أن الرئيس الموريتاني قد يترشح إلى ولاية ثالثة بحكم ‏طموحاته‎ السياسية منذ رئاسته للاتحاد الإفريقي وكذلك نهجه سياسة ترمي إلى الابتعاد ‏عن‎ التأثير السياسي لأكبر شريكين للبلاد المغرب والجزائر والرهان على تجمع ‏دول‎ الساحل بديلاً عن المغرب العربي‎.
وتلعب موريتانيا دوراً رئيسياً في محاربة الإرهاب في شمال غرب إفريقيا، ‏وهذا ما‎ يفسر الدعم المالي واللوجيستي الذي توصلت به من طرف الولايات المتحدة ‏ودول‎ الاتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا واسبانيا. ويحرص الغرب على دعم الجيش ‏الموريتاني‎ لتفادي وصول الحركات الإرهابية إلى الساحل الأطلسي‎.‎

«القدس العربي»