محظرة "التوفيق" لتحفيظ القرآن.. إرادة امرأة غابت عنها جهود الخيرين + صور

24 أبريل, 2016 - 21:18

تعتبر تعاونية "التوفيق" بمدينة شنقيط مثالا حيا لما يمكن أن تصنعه "إرادة فعل الخير الصادقة"، وما يمكن أن تحققه للناس من منافع يصلحون بها شئون دينهم ودنياهم على حد السواء.

فهذه التعاونية الفريدة التي أسستها السيدة عزيزة بنت لداعه؛ سرعان ما تحولت إلى إطار نشط لتقديم العون والمساعدة لسكان المدينة التاريخية؛ وخصوصا طبقاتها الهشة، ومحتاجيها من الفقراء.

ولعل من أبرز ملامح العمل الخيري لهذه التعاونية؛ هو المحظرة التي أسستها رئيستها قبل سنتين بحي "البير" في مدينة شنقيط الذي تقطنه أغلبية من شريحة لحراطين والذين وجدوا في تلك المحظرة مهربا لأبنائهم من براثن الجهل وأغلال الأمية؛ حيث تدفقوا عليها بالعشرات أبناءا وبنات لتعلم القراءة وحفظ القرآن في ركن قصي من المدينة عز فيه مدرسو القرآن وحفاظه؛ مما اضطر بنت لداعة للتعاقد -على حسابها الخاص- مع مدرس محظري من خارج المدينة.

"ميثاق" زار محظرة التوفيق حيث وجدها مكتظة بالتلاميذ الذين ازدحموا داخل غرفة الدرس الوحيدة (القسم) في حين اضطر البنات وبعض الأولاد للجلوس في باحة المنزل وتحت جدرانه طلبا للظل وهروبا من لظى شمس الهاجرة.

مدرس المحظرة السيد الداه ولد محمد أوضح لنا أنه تعاقد مع السيدة عزيزة بنت لداعة لتدريس التلاميذ مقابل راتب شهري توفره هي على نفقتها الخاصة، مضيفا أنه وجد في المحظرة قرابة سبعين تلميذا؛ ولكنه اضطر لتقليص العدد إلى 48 فقط؛ وذلك بسبب الافتقار إلى حجرة ومعلم إضافيين؛ وهو ما أسفر عن تحسن كبير في مستويات التلاميذ فهما وحفظا.

أما الحافظ ولد برامه (وهو أحد آباء التلاميذ) فقد أشاد بالمحظرة وبتعاونية "التوفيق"؛ قائلا إنها فتحت أبوابا واسعة للأمل أمام أبناء الحي الذين يتهددهم الجهل بفعل غياب النشاط المحظري وتراجع "الكتاتيب" في المدينة بشكل عام.

وأوضح ولد برامه أن المنزل الذي توجد به "المحظرة" هو مقر مؤقت تطوع به أحد سكان الحي وأنه لا يستجيب لحاجة الطلاب لكونه ليس فيه إلا حجرة واحدة لا تتسع لاستقبال كل الأبناء الراغبين في الالتحاق بالمحظرة؛ فضلا عن أنه يستغل الآن على سبيل الإعارة فقط؛ وهذا ما دفع بنت لداعة (يقول الحافظ) للتطوع بقطعة أرضية كي تكون مقرا دائما للمحظرة؛ حيث تم تشييد قسم بهذه القطعة هو الآن عند مرحلة السقف (انظر الصورة).

وأكد آباء التلاميذ الذين التقى بهم "ميثاق" أن بنت لداعة هي من تطوع بقطعة الأرض وأنها قامت بتوفير أدوات البناء ووسائله؛ بينما تطوع الآباء بالأعمال اليدوية لبناء هذا القسم.

ووجه ممثلون عن آباء التلاميذ دعوة لمن وصفوهم بـ"الخيرين" لتقديم الدعم لهذه المحظرة خاصة في ما يتعلق ببناء مقرها الجديد وتوسعته والمساعدة في الحصول على مدرس إضافي؛ حتى تتمكن جميع الأسر من تسجيل كل أبنائها في هذه المحظرة التي لا تتسع الآن سوى لعدد محدود من أبناء ذلك الحي الفقير.

ويجري الآن تشييد محظرة "التوفيق" في وسط حي "البير" وعلى بعد أمتار قليلة من مسجده؛ ما جعلها في موقع مناسب لأغلب السكان.

تقبل الله من السيدة عزيز بنت لداعة، وأبطأ عنها أجر هذا العمل العظيم، وآجر كل من ساهم أو ساعد في تطويره وتوسيعه واستمراره.

القسم الذي يجري بناؤه في القطعة التي تطوعت بها  رئيسة التعاونية
بعض الأغراض تم توفيرها لتسقيف القسم في انتظار توفر باقي الأغراض
بعض الأغراض تم توفيرها لتسقيف القسم في انتظار توفر باقي الأغراض
البنات يجلسن في الظل بفناء المنزل لعدم وجود حجرة تؤويهن
المدرس الداه ولد محمد مع التلاميذ داخل القسم في المنزل المعار للتعاونية
البنات يجلسن في الظل بفناء المنزل لعدم وجود حجرة تؤويهن
الحافظ ولد برامه (يمينا) والمدرس الداه ولد محمد
القسم يقع على مقربة من مسجد الحي
القسم يقع على مقربة من مسجد الحي
مدخل القسم الجديد