حمد بن جاسم: قطر كانت المحرك الأساسي في الأزمة السورية لتنقلب عليها السعودية لاحقا وتحاول الاستئثار بالملف وحدها.. وفي ليبيا “كثرة الطباخين افسدت الطبخة”.. الإيرانيون أذكى من العرب وأكثر صبرا.. لم يكن هناك أبدا توازن في العلاقات الخليجية الأمريكية ومنطقة الخليج تحكمت في أسعار النفط من أجل الغرب
لندن ـ “راي اليوم”:
أشار رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إلى أن بلاده كانت المحرك الأساسي في الأزمة السورية، لتنقلب عليها السعودية لاحقا وتحاول الاستئثار بالملف وحدها.
وقال الشيخ حمد في حديث لصحيفة “فاينانشال تايمز″ البريطانية أجري معه قبل أيام: “سأقول شيئا ربما أقوله للمرة الأولى.. عندما بدأنا ننخرط في سوريا في 2012 كان لدينا ضوء أخضر بأن قطر هي التي ستقود لأن السعودية لم ترد في ذلك الوقت أن تقود. بعد ذلك حصل تغيير في السياسة ولم تخبرنا الرياض أنها تريدنا في المقعد الخلفي. وانتهى الأمر بأن أصبحنا نتنافس مع بعضنا وهذا لم يكن صحيا”.
وفي شأن ما إذا كان الأمر نفسه حصل في ليبيا بعد مقتل القذافي، حيث دعمت قطر والإمارات فصيلين متناحرين، أوضح آل ثاني: “في النهاية كان هناك الكثير من الطباخين ولذلك أفسدت الطبخة”.
واعترف رئيس وزراء قطر السابق بأن الإيرانيين أذكى من العرب قائلا “أعترف بشيء واحد وهو أن الإيرانيين أذكى وأكثر صبرا منا، وهم المفاوضون الأفضل”. مضيفا “أنظر كم سنة تفاوضوا مع القوى العالمية. هل تعتقدون أن دولة عربية يمكنها أن تفاوض لمثل هذه المدة؟”.
وعن رأيه في سلسلة المقابلات التي أجراها الصحفي الأمريكي جيفري غولدبرغ مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونشرها في مجلة “أتلانتيك” تحت عنوان “عقيدة أوباما”، حث الشيخ حمد بن جاسم الجميع على شكر أوباما، مضيفا: “بصراحة، أنا أيضا محبط ولا ألومه، فنحن العرب لم نظهر أننا حليف يمكن الاعتماد عليه، يجب أن تكون لدينا علاقة ممتازة مع واشنطن لكن الولايات المتحدة لن تأتي إلى المنطقة كما في السابق”.
ومع ذلك لم يقل بن جاسم إنه لا يشارك الآخرين أسفهم، فقال: “لم يكن هناك أبدا توازن في العلاقات الخليجية الأمريكية. فعلى مدى 30 عاما ظلت منطقة الخليج تتحكم في أسعار النفط من أجل الغرب، فماذا ربحنا في المقابل”.
وأضاف: “عندما كانت أسعار النفط تهبط كثيرا كانوا يقولون تحكموا في السعر. وعندما ترتفع يبدأون بالصراخ ويسموننا كارتيل (اتحاد احتكاري) ويقولون لا يمكنكم فعل ذلك”.
وكان جاسم بن حمد مسترخيا أثناء المقابلة، حسب الصحيفة، لكنّه سرعان ما فقد حماسه عندما صوّب الحوار تجاه آخر استثماراته، خصوصا ان دولة قطر استثمرت في شركات كانت تمرّ بظروف صعبة، حيث اعترف قائلا: “كمساهمين، نحن قلقون لكن هكذا هو السوق، يرتفع أحيانا وينخفض في أحيان أخرى.”
ويضيف: “لا يجوز الحكم على الاستثمارات القطرية من خلال الاستثمارات التي تصدرت عناوين الصحف، فالآخرون الذين لم تسمعوا عنهم أداؤهم جيد. وأؤكد ونظرا للبيئة الحالية، أنّ الوقت الراهن ليس جيدا للاستثمار، يُفضّل الآن إجراء الدراسات والانتظار”، حسب الصحيفة.
واقترح الشيخ حمد بن جاسم قراءة الكثير بما يتعلق بالتغييرات في قطر.” إنها مقاربة مختلفة. فربما عند قيامنا بذلك، خلقنا الكثير من الغيرة، والعديد من الأعداء… لكنني كنت جنديا في الحكومة والقيام بالأعمال في نفس الوقت كان ضروريا لقطر لتصبح ملاحظة، إما سياسيا أو اقتصاديا.”
ولاحظ الشيخ حمد بن جبر آل ثاني أن جميع الحكومات الجديدة تحضر معها فريقا جديدا وتقدم سياسات جديدة، وأنه مع نهيار أسعار لنفط، يجب على قطر الاقتصاد ” أنا أحمد الله أنّنا من وقت لآخر نصدم بأسعار النفط. لأننا نصبح مدللين”.
أما في معنى تضارب المصالح، فرأى في خلط السياسة بالاقتصاد أسلوب حياة غريب:” فهنا في الغرب، يتم ذكر هذا دائما على أنه “جيبة واحدة ” لكن يوجد جدار صيني- ما هو شخصي يبقى شخصيا”.
وأضاف :” إذا قلت للقطريين لا تمارسوا التجارة إذا أردتم العمل في الحكومة، فعلى الأرجح أن لا نجد أحدا في وظيفته”.
وعن تعليق الأمير حول تملّكه للدولة، رد الشيخ حمد بن جبر آل ثاني مقهقها: “يحب الأمير أن يقول النكت عني دائما! حمدا لله على وجود أشخاص أكثر غنى في قطر”. ثم جاء تحذيره الذي أعاده مرارا وتكرارا خلال الجلسة ” ليس كل ما تسمعينه حقيقة.”