قمة “إسلامية” تحت حراب الناتو..!!

17 أبريل, 2016 - 12:52
سيدي محمد ولد ابه

اختتمت القمة “الإسلامية” التي احتضنتها اسطنبول التركية ببيان ختامي هزيل، دعا للتفرقة، وشجع الطائفية والتمذهب، كأنما تمت صياغته بأيد وألسنة لا علاقة لها بالأمة، ولا تتحسس أوجاعها، ولا آمال شعوبها الساعية نحو الوحدة والتضامن لمواجهة التحديات.

فقد دان البيان ما سماه تدخل حزب الله في سوريا واليمن والبحرين، ودعا إيران إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، ولم يكلف نفسه عناء الإشارة ولو باستحياء إلى التدخل العسكري السعودي في اليمن الذي دمر هذا البلد وشرد ساكنيه، إضافة إلى ما ألحقه من أضرار مادية وبشرية في دول ما يسمى “التحالف العربي” حيث تشير التقديرات إلى مقتل ما لا يقل عن 500 عسكري من السعودية والامارات، كما بلغت تكلفة هذه الحرب حتى الآن أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي وهو مبلغ يكفي لتحويل اليمن والصومال إلى مصاف الدول النامية خلال سنوات قليلة.

ولم يتطرق البيان أيضا إلى الدعم التركي القطري السعودي للعصابات الإرهابية في سوريا التي أعادت هذا البلد إلى الوراء قرونا عديدة بعد أن نجح في تأمين الغذاء والدواء لمواطنيه ولجميع المقيمين العرب على أراضيه، وبنى جيشا من أفضل جيوش المنطقة تدريبا وتسليحا، وكان آخر شوكة في حلق الكيان الصهيوني وآخر قلاع الممانعة في الأمة..

لم ترد في البيان كلمة واحدة تدعو لدعم المقاومة في فلسطين السليبة، وإنما اكتفى بالدعوة لمؤتمر دولي.. وهل ضاعت فلسطين إلا بسبب المؤتمرات الدولية التي لا تعيد حقا ولا تغيظ عدوا..؟

جديد قمة اسطنبول أنها دقت مسمارا آخر في نعش الأمة، التي تغالب أوجاعها منذ العام 2003 بسبب سياسات التفتيت والتجزئة التي تمارسها القوى الغربية في المنطقة.

أحدهم علق ساخرا على البيان بالقول إن هذا هو المتوقع من أمة تجتمع تحت راية الإسلام في قلب عاصمة ثاني دولة مساهمة في حلف الناتو بعد الولايات المتحدة الأمريكية، دولة ترتبط بعلاقات استيراتيجية قوية مع الكيان الصهيوني.

تركيا الدولة العلمانية التي شاركت في تمزيق أواصر الأمة، وأجهزت على أوطان عربية وإسلامية تحت مظلة حلف الشمال الأطلسي، هي نفسها تركيا التي احتلت الوطن العربي لمدة 600 سنة ولم تترك أثرا لا ثقافيا ولا عمرانيا ولا اقتصاديا.

إن قمة “اسطنبول” كانت دون المستوى بسبب الحضور المكثف لقادة الدول الرجعية التي استمرأت الذل والهوان والتبعية العمياء لدول الاستكبار والاستعمار العالمي. وطبيعي أن يكون البيان الختامي على مستوى “تطلعات” القادة المشاركين، وعلى قدر “همتهم”.. وكل إناء بالذي فيه ناضح.

سيدي محمد ولد ابه