ودان إختتام فعاليات النسخة 14 من مهرجان_مدائن_التراث

24 ديسمبر, 2025 - 16:07

 اختتمت بمدينة وادان، البارحة، فعاليات النسخة الرابعة عشرة من مهرجان مدائن التراث، تحت إشراف  وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، وبحضور والي آدرار السيد عبد الله ولد محمد محمود، والسلطات الإدارية في وادان، والمنتخبين المحليين، وعدد من المهتمين بالتراث والثقافة.

وقال  وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، في كلمة الاختتام، إن مهرجان مدائن التراث لم يعد مناسبة موسمية، بل أصبح مشروعا وطنيا متكاملا، تتلاقى فيه الذاكرة والتنمية، ويتعانق فيه الرمز والخدمة، وتتحول فيه المدن التاريخية إلى فاعل حي في الحاضر، لا شاهد صامت على الماضي.

وأضاف أن مهرجان مدائن التراث انتقل في نسخته الرابعة عشرة من مقام الاحتفاء إلى مقام الإنجاز، ومن رمزية الاستدعاء إلى واقعية الفعل، فما قُدّم في الافتتاح رؤى وأهدافا، تجسد في الختام أعمالا قائمة وآثارا ملموسة، مشيرا إلى أن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا الانخراط الوطني الواسع، والروح الجماعية التي سادت أيام المهرجان؛ حيث تضافرت جهود السلطات الإدارية والمنتخبين، والفاعلين الثقافيين، والمجتمع المحلي، في صورة ناضجة من العمل المشترك، تؤكد أن حماية الذاكرة مسؤولية جماعية، وأن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في الاستقرار، وفي الوعي، وفي المستقبل.

وأكد معالي الوزير أن هذه النسخة شهدت تنفيذ حزمة من التدخلات التنموية شملت تعزيز خدمات الصحة والطاقة والمياه، والاهتمام بالواحات بوصفها ذاكرة خضراء ونمط عيش يصل علاقة الإنسان بالصحراء عبر القرون، إضافة إلى إنشاء القصبة الثقافية، التي وفرت فضاء جامعا للأنشطة الثقافية والتراثية، ومكنت الزوار من معايشة التجربة التراثية في تفاعل حي بين الذاكرة والحداثة، وبين الذاكرة والحياة اليومية، وبين الثقافة والتنمية.

وبين أن هذه الدورة تميزت بتوقيع اتفاقية مع وزارة الإسكان لترميم المدن القديمة باستخدام المواد المحلية، في احترام لعبقرية المكان، وانسجام مع روحه المعمارية، بما يصون الهوية العمرانية، ويحول الترميم من تدخل تقني عابر إلى فعل ثقافي عميق الدلالة، إلى جانب الاحتفاء بخمسينية حوض آرغين، تأكيدا على أهمية حماية التراث الطبيعي باعتباره جزء لا يتجزأ من حماية الذاكرة الجماعية، وأن صون البيئة هو وجه آخر لصون التاريخ.

وأشار إلى أن المكونة العلمية جاءت وازنة في مضمونها واتساعها وأثرها؛ إذ احتضنت وادان عشرات المحاضرات والندوات العلمية، قدمها عشرات المحاضرين والباحثين من داخل البلد وخارجه، تناولوا تاريخ المدائن، وأدوارها الحضارية، ومساراتها العلمية والاقتصادية في عمق الصحراء، وشبكات التبادل التي ربطتها بالعالم، وتُوّج هذا الحراك بطباعة ونشر عدد من المؤلفات الوطنية، وإصدار عدد خاص من مجلة الثقافة، إلى جانب نشرية مرافقة وثّقت مختلف أنشطة المهرجان.

وفي الجانب الأدبي والفني، أوضح معالي الوزير أن وادان عاشت على مدار خمسة أيام على إيقاع الإبداع المتعدد، إذ أسهم مئات الفنانين والشعراء في إنجاح هذه المكونة، معبرين بكل لغاتنا الوطنية عن غنى الهوية الموريتانية وتنوعها الخلاق، في أجواء أكدت أن الثقافة فعل مشاركة، وأن التنوع اللغوي والفني ثروة وطنية جامعة.

وأكد معالي الوزير أن هذه النسخة فتحت أفقا جديدا للتفكير في موقع مدائننا ضمن الفضاء الإنساني الأوسع، وهو ما عبر عنه السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، حيث تحدث عن مشروع طريق القوافل بوصفه مسارا ثقافيا وحضاريا يعيد ربط المدن القديمة، ويصل عبرها بين أوروبا وأفريقيا، مستعيدا دور هذه الحواضر كجسور تواصل، لا خطوط فصل.

وتميز حفل الاختتام بتوزيع الجوائز على الفائزين الأوائل في مسابقات القرآن الكريم والحديث الشريف والسيرة النبوية، والرماية التقليدية وسباقي الإبل والخيل، وغير ذلك من المسابقات المنظمة على مستوى المهرجان.

وهكذا فازت بالمرتبة الأولى في مسابقة القرآن الكريم وعلومه: الزاهي عالي من شنقيط، وفاز بالمرتبة الأولى في مسابقة الحديث وعلومه: سعدبوه محمد الأمين من وادان، فيما فاز في مسابقة العقيدة والفقه: سيدي محمد محمود دحمان من وادان، وكانت الجائزة الأولى في مسابقة السيرة النبوية واللغة العربية من نصيب مليكه محمد محمود بوعم من مدينة شنقيط.

كما فاز بالمرتبة الأولى من مسابقة الرماية التقليدية فريق الصولة (آدرار)، وكانت جائزة أحسن رامي لصالح الرامي اعل الشيخ ولد ابوه، فيما جاء في المرتبة الأولى من سباق الإبل الشيخ احميده.