تمكنت أربع سيدات مسلمات من الاستحواذ على أربعة مناصب قيادية في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
وأتيحت الفرصة أمام المرأة المسلمة لتثبت جدارتها القيادية، لأول مرة في تاريخ المنظمة التي ناهز عمرها الـ 47 عامًا منذ تأسيسها عام 1969، وثاني أكبر منظمة دولية في العالم بعد الأمم المتحدة، إذ تضم في عضويتها 57 دولة.
وتتوجه يوميا أربع سيدات من موريتانيا، السعودية، الجزائر، واليمن للعمل بجد ومثابرة ومهنية عالية، إلى مكاتبهن في إدارات مهمة في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة، وهي: إدارة الشئون الثقافية والاجتماعية، الإعلام، المرأة والأسرة، وإدارة الشئون السياسية. ويبلغ عدد النساء العاملات في مقر الأمانة للمنظمة فقط 12 موظفة.
وحظي هؤلاء النسوة بهذه الفرصة إيمانًا من منظمة التعاون الإسلامي وعلى رأسها أمينها العام معالي السيد إياد أمين مدني، بقدرات المرأة المسلمة القيادية ودورها المهم الذي تضطلع به في مجتمعها، إذ أنشأت المنظمة منظمة خاصة بتمكين المرأة في الدول الأعضاء ومقرها القاهرة.
ولكل واحدة من هؤلاء النسوة رؤية خاصة بها وأهداف تسعى لتحقيقها، إذ ينصب تركيز المديرة العامة للشئون الثقافية والاجتماعية وشئون الأسرة، السيدة مهلة أحمد طالبنا، والتي تقلدت منصبها عام 2015، على التنمية البشرية المتعددة الأبعاد التي تتصدر التنمية الثقافية والاجتماعية قائمة أولوياتها.
والسيدة مهلة خبيرة موريتانية في الحكامة العمومية ومهتمة بشئون المجتمع المدني وبالارتقاء بمستوى الأفراد والمجموعات وتنمية قدراتهم وتعزيز دورهم في تنمية وتقدم المجتمع، شغلت منصب وزيرة الثقافة في الحكومة الموريتانية بين عامي 2005 و2007.
وتتطلع المديرة العامة للشئون الثقافية والاجتماعية وشئون الأسرة في منظمة التعاون الإسلامي إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها: الإسهام في تنمية وتعزيز دور المنظمة، التنسيق مع مجموع المؤسسات الإسلامية المسئولة عن التعريف بالإسلام الصحيح كدين حضارة وسلام وتنمية وعدالة اجتماعية، عكساً لما يروّج له أعداؤه وبعض أتباعه؛ والإسهام في البرامج التي تهدف إلى تمكين قدرات المسلمين عموماً، وخصوصاً الخطط المتعلقة بتقدم المرأة وتعزيز دور الأسرة، إضافة إلى إشراك القوى الشبابية والعناية بالطفولة والمسنين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وعن خطة عملها كمديرة لإدارة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي، تقول السيدة مها مصطفى عقيل: أسعى بمشاركة الزملاء في الإدارة إلى إبراز دور المنظمة ونشاطاتها المتعددة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية والإنسانية، وتسليط الضوء على المبادرات والبرامج والمشاريع، لاسيما بعض القضايا المهمة، مثل قضية فلسطين والقدس التي تمثل أساس إنشاء المنظمة، الى جانب قضية الأقليات المسلمة في الدول غير الأعضاء وظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب وقضية الصراع المذهبي في بعض الدول، ومكافحة الإرهاب والتطرف.
وتؤكد السيدة مها التي عينت في منصبها الجديد، أن إدارة الإعلام في المنظمة تعمل على تفعيل وتطوير العمل الإسلامي المشترك بين الدول الأعضاء في مجال الإعلام عبر تنشيط الشراكات وتبادل الخبرات وتحفيز الأعمال والبرامج والإنتاج المشترك في سبيل تعزيز التعارف بين الثقافات والشعوب.
والسيدة مها أول سيدة تعين في الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي كموظف محترف أو تخصصي، وهي صحفية سعودية كانت تعمل في مجال الصحافة الإنجليزية، قبل انتقالها للعمل في المنظمة عام 2006، وهي رئيس تحرير مجلة المنظمة.
أما الدكتورة فضيلة قرين (جزائرية) فهي انضمت إلى فريق العمل في الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عام 2014، وعينت في منصب مديرة لقسم الشئون الاجتماعية وشئون الأسرة. وتقول: من بين الأهداف التي أسعى لتحقيقها المساهمة في النهوض بدور منظمة التعاون في مجال الأسرة والشئون الاجتماعية وزرع ثقافة الجودة والتخطيط.
وتعمل الدكتورة فضيلة على وضع استراتيجيات قصيرة وطويلة المدى، منها: استراتيجية للنهوض بالمرأة في العالم الإسلامي، استراتيجية لرفاه الطفولة، استراتيجية لبناء قدرات الشباب، استراتيجية للحفاظ على قيم الأسرة ومؤسسة الزواج، واستراتيجية الرفاه والأمن الاجتماعي لفئات المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.
من جهتها، لم تكن السفيرة نورية عبد الله الحمامي وجها غريبا قبل تعيينها عام 2015 في منظمة التعاون الإسلامي في منصب مدير في إدارة الشئون الإنسانية ومسئولة عن المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي، حيث مثلت وزير خارجية بلادها (اليمن) في أربعة اجتماعات وزارية خاصة بمنظمة التعاون الإسلامي. وهي أول سيدة يمنية تعمل في السلك الدبلوماسي اليمني.
وعن الأهداف التي تطمح في تحقيقها، تقول السفيرة نورية إنها كثيرة ومنها تقوية التوجه الإيجابي الجديد للمنظمة في مشاركة المرأة في العمل المضموني في تقلد المناصب القيادية فيها وخاصة في القضايا غير التقليدية.
وتضيف: أحلم أن أجد نفسي كغيري من سيدات دول المنظمة متميزات أكثر ومبدعات في القضايا السياسية والإعلامية وغيرها والتي بدورها ترفع من مستوى المرأة المسلمة، وتكون هذه المساهمة مثمرة في تغيير مفاهيم الغرب عن المرأة المسلمة وينعكس ذلك عمليا من قبلهم في احترام العادات والتقاليد الجيدة في المجتمعات المسلمة وثقافات وحضارات شعوبها.