
يُجمع المفكرون والمصلحون على أن التعليم هو الحصن المنيع للأمم، *فهو الحامي الأول لهويتها، والضامن لتماسكها الاجتماعي، والمحرّك الرئيسي لتنميتها المستدامة*. من خلاله تُصقل العقول، وتُبنى القيم، وتتحدد ملامح المستقبل.
في السياق الموريتاني، حيث تتعدد المكونات الاجتماعية وتتزايد التحديات التنموية، تزداد الحاجة إلى *نظام تعليمي فاعل*، يقود التحوّل الوطني المنشود. غير أن ذلك لا يمكن أن يتحقق دون النهوض بواقع *المدرّس*، الذي يعد الركن الأهم في معادلة الإصلاح.
ولرفع أداء المدرّس وتحسين جودة التعليم، *ينبغي اعتماد جملة من الخطوات العملية والمتكاملة*، منها:
1. *التكوين المستمر*: تمكين المدرسين من تحديث معارفهم من خلال دورات تدريبية منتظمة في المناهج الحديثة، وطرق التدريس الفعّالة، وإدارة الصف.
2. *تحسين الظروف المادية والمعنوية*: رفع الأجور، وتوفير بيئة عمل مريحة ومحترمة، وضمان العدالة في التعيينات والترقيات.
3. *اعتماد تقييمات موضوعية وداعمة*: لا تقتصر على المحاسبة، بل تركز على التشخيص والتطوير المهني.
4. *دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية*: من خلال تجهيز المؤسسات وتدريب المدرسين على الوسائط الرقمية.
5. *تقدير المدرّس اجتماعيًا*: عبر حملات إعلامية تعيد الاعتبار لمكانته، وتُشركه في النقاشات الوطنية حول الإصلاح.
6. *تقليل الأعباء الإدارية*: بما يتيح للمدرّس التفرغ لمهمته التربوية الأساسية.
إن الاستثمارفي المدرس هواستثمارفي العقول، وهو *المدخل الحقيقي لأي نهضة تعليمية وتنموية*.
فبدون مدرس مؤهل ومكرم، ستظل خطط الاصلاح مجرد أوراق بلا روح.
فلنُكرم من يعلموا أبناءنا، لأنهم يُربون فيهم الوطن والمستقبل

