
تابعت منذ مدة طويلة المشاهد المروعة التي تخرج من مدينة الفاشر السودانية اعدامات و قتل و انتهاكات بحق المدنيين لكن كيف وصلت المدينة إلى هذه الحالة و كيف تعقد هذا الصراع في السودان الشقيقة.
نعود هنا إلى الحادى عشر أبريل ألفين و تسعة عشر لما سقط حكم الفريق عمر البشير بعد احتجاجات شعبية واسعة انهت ثلاثة عقود من حكمه و في أغسطس عام ألفين و تسعة عشر تم توقيع اتفاق بين قوة مدنية لتقاسم السلطة مع الجيش و هنا عمت احتفالات واسعة في أوساط السودانيين.
و في عام ألفين و اثنين وعشرين بدأت التوترات بين الجيش و قوات الدعم السريع خصوصاً حول تنفيذ خطة دمج الدعم السريع داخل الجيش لتتفجر هذه التوترات بين الطرفين.
و في الخامس عشر من أبريل الفين و ثلاثة و عشرين تبدأ واحدة من اعنف الحروب في تاريخ السودان بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع و سرعان ما تحولت إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة حيث اندلعت معارك عنيفة حول القصر الحمهورى و مقر القيادة العامة و تحولت العاصمة الى ساحة حرب امتدت إلى مدن السودان كافة لم ينحوا منها صالح و لا طالح و خاصة دارفور التي توجد بها الفاشر.
و من هنا نصل إلى النقطة الأصعب بالنسبة للفاشر في مايو ألفين و و أربعة و عشرين بدأ الحصار الكامل للمدينة، قوات الدعم السريع طوقتها من الجهات الأربعة و أغلقت الطرق و منعت وصول البضائع و المساعدات اليها مما أدى إلى ازمة إنسانية كبيرة و نقص حاد في الغذاء و الدواء و الوقود و انعدام الاتصالات و الإمدادات.
و تدريجيا خلال هذا العام فقد الجيش سيطرته على عدة مواقع مهمة لتتقلص سيطرته داخل المدينة،كل هذه الأحداث أوصلت الفاشر إلى هذه المرحلة.
في السادس والعشرين من أكتوبر ألفين و خمسة و عشرين تم انسحاب الجيش من آخر معاقله في دارفور و سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر لتبدأ المشاهد المروعة لقتل المدنيين و النزوح الجماعي تخرج للعلن كاشفة بذلك عن أبشع المآسى في حرب السودان.
إن قضية اخوتنا في السودان و خاصة مدينة الفاشر هي الضمير الاخلاقى و الانساانى و الدينى التي هي فوق كل اعتبار .
و عندما لاحطت ان هناك تعتيم على هذه المجاز التي تقع فيها تحت صمت كبير من العالم كله و خاصة العالم العوبى و الافريقى استخلصت انه من واجبى الدينى و الأخلاقى ان اسطر هذه الكلمات واطرح بعض الأسئلة علها تحد آذانا صاغية و السؤال المطروه أو الأسئلة الكثيرة التي تجول بخاطرى و تؤرقنى كمواطنة عربية افريقية هي:
لمذا هذا التعتيم الاعلامى على هذه المجازر التي ترتكب في كل طرفة عين؟
لماذا لم تتحرك الجهود العربية و الافريقية و العالمية لتسوية هذه القضية ام ان الجزار فيها بين ظهرانينا؟
لماذا لم تتدفق المساعدات على إخواننا في السودان و الفاشر؟ و لماذا نكون الحاضر الغائب عن أهلنا في الشدة و الرخاء
منذ بداية ؟
مريم السبتى
صحفية و رئيسة منظمة السلام
لترقية المرأة و الدفاع عن حقوقها

