
النظام العربي ومظاهر الأنفصام السياسي في علاقته بالإبادة الجماعية، والتبعية للأمريكي- الصهيوني..!
هل تريد أن تعرف وجهة نظر تحوز على الاعتراف بها في الوعي الجمعي عن العقل السياسي المستقيل، وتداعياته في المخيال الاجتماعي العام العربي،،
والبداية بالسؤال التالي: ما هي أوجه الشبه بين الطفل المدلل الذي تدفعه سيكولوجية التملك، لأن ينتزع اللعب ممن حوله في الروضة، وبين النظم السياسية في بلاد العرب التي انتزعت من كل مجتمعاتنا كل ما لديها من مقدرات، وحتى الإرادة سلبتها، فاصبحنا بحمد الله مستلبي الإرادة، وقبلها الملكية العامة، والخاصة، وذلك بسبب هذا الطفل - النظام - الذي استحوذ على كل شيء، ولم يترك لنا حتى رفض الإبادة الجماعية في غزة، والسوادن المنسي..؟
كان من ظواهر الملكية البشرية في” بلاد العرب أوطاني “، سدانة النخب السياسية، والحراكات الوطنية، والقومية، فضلا عن المقدرات المالية، والاستثمارية، وحتى أدوار الشخصية الاجتماعية فصارت وظائف الأخيرة مركزة، تضيء، كالشماعة لتلميع شخصية الطفل المدلل - النظام السياسي المهترئ الهياكل، الفاجر سلوكا، الغريزي دوافع، والبواعث الخارجية..!
لكن السؤال الذي يطرحه واقع الأمة العربية، هو : هل لهذا الطفل - النظام - غير أهلية الوجوب، ومتى تكون له الأهلية العقلية، ليقوم بمسئولياته، فيتحمل أهلية الأداء باستحقاق، ليصل مستوى الأنظمة السياسية في المجتمعات من حولنا في أفريقيا، وآسيا دون سواها..؟
ومتى ينفصل الطفل بالفطام، لا بالوعي عن طبيعته الصبيانية، ليبتعد عن حضن حاضنته “ ماما أمريكا”، أو أنه بحكم الإعاقة السياسية، لا ينتظر في المدى القريب، أن يتمتع بأهلية الأداء، لذلك فحاضنته، ستبقيه في مساحته المفضلة عندها، وهي “ محلك در” ؟
كذلك عندما يؤخذ على الطفل - النظام - فى المجتمعات العربية، عدم قدرته على تحمل المسئوليات المناطة به “نظريا”، و تبعاتها من الأعباء التي لا يطيقها الطفل الوحيد الذي لم تنجب الأمة، لحاضنته الصهيونية، إلا وحيد القرن هذا، ومن حقوقه المكفولة - قبل التكوين - على المدجنين في مزارع الدجاج العربية أن تترك عقله ينمو طبيعيا بعيدا عن المشاكل التي تنغص تفكير الحاضنة على وعي طفلها، بما لو زج به في هموم الأمة العربية التي تنوء بها الجبال..!
لهذا فتقديري المتواضع، يفرض علي التنبيه، وذلك إيثارا للشفقة العاطفية فينا، وحماية للطفل لعدم إزعاجه، وتركه يلهو بألعابه في الروضة، مرتاحا مع خلانه من اصحاب السمو، والفخامة،، وكذلك خوفا ترتعد له الفرائص من حاشية النظم في النخب السياسية “ ضباط الاتصال “ التي تربط نظم الطفولة السياسية العربية بعلاقات المودة، والمؤازرة بالعالم الخارجي وتحديد الحاضنة “ ماما أمريكا”، وذلك لدفع الضرر الداخلي عن النظام الذي يدير " إسميا" شؤون مجتمعات الأمة، ولسلامة الأخيرة في بقائها على أسوأ حال، وأن تبقى المجتمعات منتظرة بلوغ الطفولة السياسية مرحلة المراهقة، وقبيل ذلك، واثناءه، فالكل - من المحيط إلى الخليج - تحت رعاية سمو الطفولة، ووصيتها الأمريكية، أو تلابيب، ولا فرق بينهما، فهما قد حللتا “ بدنا” واحدا لكل من “ النتن إياه”، و هتلر “ترامب”، وهما يحرقان الأخضر في الأمة بالإبادة الجماعية نيابة عن الطفولة السياسية الناطقة الوحيدة باسم الأمة العربية، ومجتمعاتها الغائبة الحاضرة..!
لكن لماذا يذهب بنا الغرور، فنتعجب من غرابة الحالة التي ولدنا في ظلها، وها نحن في الستين من العمر، والسعيد من أجيال العرب، هم الذين لازالوا في جيل الشباب الذي لم يكتسب وعيا شقيا، فتشكل وعيه بوسائل الاتصال الاجتماعي، وما توجه من الوعظ، وأن” الجهاد هو جهاد السنن يا بأ عبيدة “، وفرض الحجاب، وقص الشوارب، وترك اللحى، وقص البنطلون، وإن “ الاتفاق مع الصهاينة ضرورة “ -على حد تعبير الجولاني الداعشي و بلغت الأمة في عجزها عتيا..!
وهذه الحالة مستقرة، حتى ولو أن الأمة في موت سريري فعليا، فإنها ستبقى، تنجب الطفولة السياسية التي تفرخها بالحصانة قوى الخارج، وحصريا أمريكا بأطقمها الصهيونية التي فرضت التصهين على الطفولة السياسية،،ولما تكالبت عليها المجتمعات الحرة، فعملت على تحميل هذه الطفولة بعض مسئوليتها في الإبادة الجماعية،،، فهذا النظام السياسي العربي، سيبقى ينظر لنفسه على أنه وليد الظرفية المتصهينة التي جعلته ك"عجل الساموري"، يرفع خواره ضجرا من تحميله مسئولية عبر وسائل الإعلام المرئية، والمسموعة، الأمر الذي جعله، يعلن صراحة في” مؤتمر الدجاج” - على حد تعبير شاعرنا الراحل مظفر- في الدوحة بقطر، معبرا عما لقن به من حجاج، لا أدلة لها، لأنه شريك منذ طوفان الأقصى - على الأقل - وأنه شريك خلال التمهيد بحرق الأعصاب بالمؤتمر العمياء، و بالوساطات الجوفاء لشرعنة الإبادة الجماعية، فيما تخول له أهلية الوجوب،، وليتقاسم مع الأمريكي الصهيوني أهلية الأداء بهذه الجريمة التي لا تبعات لها، وأي تبعات، ما دام القائمون على الأمر، قد شرعنوها في المحافل الدولية، والمنظمات العالمية، كالأمم المتحدة، والجمعية العمومية؟
فما الذي سيصيب نظام الطفولة السياسية العربي، وهو المحمي بكل القواعد الامريكية، والقرارات الدولية، والأمن العربي المحلي الذي جعل من المجتمعات العربية، روضات للعب، والمرح، والاسترخاء، والتوالد، كالطحالب …؟
فلتنعم الطفولة السياسية العربية بالعابها، وحاضنتها، وبالتبني الأمريكي لها، وكل ذلك في سبيل انتزاع الممتلكات العقارية، والشواطئ العربية، والثروات العربية من المحيط إلى الخليج، ولتبق "كتاكيت" المجتمعات العربية في مداجنها، وبالسدانة السياسية للنخب في استعدادها المعهود، كما الاحزاب القبلية، والعشائرية، والطائفية، والمذهبية،،وغيرها من بالوعات تغير الأرض بنا هموما، ومآسي عربية، تشيب لها الولدان لو لم نعرف من يقف منتظرا نتائج الإبادة الجماعية، وشرها المستطير على الأمة العربية، واحرار العالم ..!
بينما هناك من لا ينظر بعين الرحمة الى أهل غزة، والسودان.. لأن ضمير" ماكرون"، قد مات، وهو الوحيد الذي يحمل جينات الثورة الفرنسية، ولأن تصهينه المعلن سبب مبرر لعدم محاكاته لنظيره "ساركوزي"، الذي دغدغت غرائزه الاستعمارية، دعاية الإبادة في بنغازي خلال فصل الربيع الدموي الأمريكي، و كان من فيض عاطفته الرءوفة، تمكين "ثوار الناتو" من حكم ليبيا، وارجلع ليبيا الى الحروب الأهلية..!
أما ماكرون الطفل السياسي الفرنسي، فهو مستعد للأعتراف الصوري بدولة فلسطين من أجل إقصاء حركة "حماس" من الحكم أثناء الإبادة، وبعيدها…!
أما لو سألتني أين نحن؟
فنحن نجسم "دمية" شيئية: المعدوم، المباد في جسمه العلوي، فنحن العرب مسلوبي الوعي ، والإرادة، لذلك حق لهم أن يحتقرونا في حضرة الأمم، ومؤتمراتها الدولية..
ماذا سيقال عن غيرنا، لوكان في مكاننا في هذا الحاضر الجحيني الذي لا نمثل فيه قيمة تجتاز بنا مسافة عن بهيمية القردة في التصنيف الانتونولوجي ..!
نحن أمة في حالة زوال، واندثار، ولسنا في مرحلة متقدمة، أو متأخرة من حقب الانحطاط، وهذه حقيقة وضعنا، وذلك لو ترتبت على الأوضاع الحالية نتائجها الموضوعية،، ويجب استيعاب ذلك في سبيل تجاوزه، ولإعادة الصياغة، والتركيب من جديد للأبنية الاجتماعية، والتعليمية، وبناء الإنسان العربي، وتأهيله بالوعي الشقي، والمتشائم، والمتمرد، فلم يبق حيزا للتفاؤل، واحلام اليقظة،، لأن أمامنا واقع ملتهب، ويجب مواجهته النار بالنار، والفولاذ بالفولاذ، والصهيوني السوبرماني، بالعربي السوبرماني…