ترتب القارة الإفريقية أولوياتها خلال عام 2016، فتاريخيًّا كان التحضر علامة على الازدهار الاقتصادي، حيث خضعت القارة للتحول الهيكلي، من اقتصاد زراعي إلى صناعي، كما تحول السكان من الطابع الريفي الغالب عليهم إلى طابع حضري، ومع ذلك فالتحضر في السياق الإفريقي له خصائص مختلفة عن تلك التي شهدتها آسيا وأمريكا اللاتينية. حيث تشهد المدن الإفريقية نموًّا سريعًا، أدى لظهور مدن كبرى، وفي المقابل هناك بطء في التحول الهيكلي.
تحديات تعوق التحضر السريع
قال موقع أفريكا إن فوكس: نجد عام 2015 حدث به معدل نمو سنوي متوسط قدره 1.4 في المائة. فبين عامي 2010 و2015 وإفريقيا تعتبر ثاني أسرع القارات الآخذة في التحضر بعد آسيا. وعلى الرغم من النمو الحضري الكبير من ذوي الخبرة في العقد الماضي، إلا أن إفريقيا كانت وستظل أقل المناطق الحضرية. وبحلول عام 2050 سيمثل عدد سكان المناطق الحضرية في إفريقيا 55 في المائة من مجموع سكان العالم، مقارنة بـ 64 في المائة، و86 في المائة في آسيا وأمريكا اللاتينية على التوالي، بينما يعترض التحضر السريع وغير المنضبط العديد من التحديات، مثل السكن الرسمي، وسوء الصرف الصحي، وانتشار الجريمة، إضافة إلى سكان المناطق الحضرية المنخفضة الذين يمكن أن يعوقوا الازدهار الاقتصادي، فهناك دول غنية لا يوجد بها تحضر، كما أن هناك الكثير من الدول المتحضرة التي لا يوجد بها أثرياء. وبعبارة أخرى التحضر ضروري، ولكنه ليس كافيًا كشرط لتحقيق الازدهار الاقتصادي، ويجب على البلدان الإفريقية الآن أن تسعى للاستفادة من التحضر.
نمو المدن الضخمة الإفريقية وأهمية تمويل البنية التحتية الحضرية
من بين أكبر 10 مدن في إفريقيا الآن يمكن اعتبار ثلاث منها في مشكلة كبرى، خاصة خلال العقود القليلة القادمة، وهي: لاغوس، القاهرة، وكينشاسا، حيث إن كل مدينة لديها 10 ملايين نسمة أو أكثر. وخلال العقود القليلة القادمة، سوف يصل العديد من المدن إلى الحد الأقصى، خاصة في جنوب الصحراء وشمال إفريقيا، مثل جوهانسبرغ، نيروبي، دار السلام، الخرطوم، الدار البيضاء، وغيرها. ويعكس هذا النمو حاجة كبيرة لإدارة أفضل للمناطق الحضرية وبناء المؤسسات، خاصة وأن أكثر من 60 في المائة من إفريقيا، أي العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية بإفريقيا، يعيشون في الأحياء الفقيرة، وبالتالي إذا ما أديرت بشكل صحيح، قد تُولِّد المدن الكبيرة العديد من الفرص الاقتصادية، والتي يمكن أن تفضي إلى الازدهار الاقتصادي المستدام وتحسين التنمية البشرية. وعلى ضوء ذلك هناك أهمية كبرى لتمويل البلديات للتنمية الحضرية للمواطنين، وكذلك لجميع المدن الإفريقية. حيث يقطن في مدينة كداكار بين 3 و5 ملايين شخص، وتعمل في الوقت الحاضر على إنشاء أول سندات البلدية بالمنطقة؛ من أجل تمويل مشاريع البنية التحتية الحضرية.