"الرز الإماراتى" يصل موريتانيا لمحاربة "الإخوان" وضرب النظام

30 ديسمبر, 2015 - 14:26

كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن دور الإمارات فى محاربة النظام الثورى الذى وصفه البعض بـ الإسلامى فى معظم دول الربيع العربى وغيرها من الدول التى خرجت شعوبها للمطالبة بالحريات وإنهاء حكم الاستبداد فيها، لا سيما بعد أن استطاعت الإمارات اختطاف اللاجئ الإماراتى، "صبيح السويدى"، من اندونيسيا بطريقة غير قانونية.

 موريتانيا بنظامها أو بناشطيها الإسلاميين ليسوا استثناء من دور أبوظبي في ضرب استقرار هذا البلد وتسليط النظام على المعارضة السلمية، حيث أثبتت الإمارات قدرتها على التأثير فى أقوى الحكومات فى العالم لا سيما بعد أن أرغمت بريطانيا على اظهار الإخوان طريقها يؤدى للعنف فى تقريرها الذى طال انتظاره.

قالت صحيفة القدس العربي اللندنية، في تقرير مفصل، أن النظام الموريتاني يواصل استهدافه  للإخوان عن طريق التدخل الإمراتى، مستندًا على العلاقات القوية بين موريتانيا ودولة الإمارات المعادية للإخوان وأنها تجعل وضعية إخوان موريتانيا معرضة لكل احتمال".

 

وتابعت الصحيفة، "عاد إلى الواجهة، التناقض المزمن القائم منذ فترة بين نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وإخوان موريتانيا المنضوين في حزب التجمع «تواصل».

الأمر الذى أكدته انتقادات لاذعة وجهها مجلس شورى حزب التجمع للنظام الحاكم في موريتانيا.

وتزامنت انتقادات شورى التجمع مع تسريبات تحدثت عن حرب مستعرة بين النظام الحاكم في موريتانيا وجماعة الإخوان حول المعاهد القرآنية التي أغلقتها الحكومة لعدم حصول مسيريها على تراخيص رسمية.

واستنكر مجلس شورى حزب التجمع بشدة في بيان لدورته العادية الخامسة «إغلاق بعض المحاظر والمعاهد القرآنية».

 

ونوه البيان إلى«أن إغلاق هذه المعاهد، تصرف مرفوض يستفز الشعب الموريتاني المسلم»، داعيا إلى «التراجع الفوري عنه، والوقوف في وجه سياسات الإقصاء والتهميش والدفاع عن هوية هذا الشعب ورفض المساس بقيمه وثوابته».

 

وطالب «الحكومة باتخاذ إجراءات سريعة لحماية القوة الشرائية للمواطن الموريتاني والحد من الارتفاع المذهل في الأسعار وبخاصة أسعار البنزين التي بقيت على حالها رغم انخفاض أسعاره عالمياً بقرابة الثلثين».

وندد المجلس «بانتشار البطالة في صفوف الشباب وعدم وجود مشاريع جادة تستهدف العمود الفقري للمجتمع»، معبرا «عن انشغاله البالغ بالوضعية المأساوية التي يعيشها طلاب المركب الجامعي وانعدام الظروف المناسبة لدراسة جامعية ملائمة».

وتطرق إلى استمرار معاناة المواطنين وانعدام الأمن في ظل انتشار الجريمة الذي أدى إلى أن يتعايش الموريتانيون مع الخوف على الأرواح والممتلكات حيث أضحى سكان نواكشوط، يضيف المجلس، يطاردهم شبح الجريمة المنظمة في الأعراض والبيوت والأحياء والأسواق».

وذكرت الجريدة اختطاف رجل أعمال الخير عبد الرحمن بن صبيح، "سميط الإمارات". (مواطن إماراتي محكوم في قضية ملفقة)، وصفتها منظمات حقوق الإنسان "بالجائرة وذات الدوافع السياسية"، بالتواطؤ مع مخابرات أندونيسيا.

 

وجدد البيان «التأكيد على موقف الحزب الثابت من الحوار بين الحكومة والمعارضة باعتباره الأسلوب الأمثل لإخراج البلاد من الأزمة السياسية التي تعيشها على أن يكون حواراً جاداً وشاملاً».

 

وسربت إشاعات كثيرة عبر المواقع الإخبارية المقربة من الحكومة وعبر تدوينات لمقربين منها، حول تفكير الحكومة في حل حزب التجمع الوطني بسبب شعبيته القوية المزعجة للنظام، وبسبب ضغوط تمارسها دول خليجية نابذة للإخوان.

وتحدث موقع «نوافذ» الاستقصائي المستقل عما سماها «حرباً لا هوادة فيها تدور فيها هذه الأيام بين الحكومة الموريتانية وحزب «تواصل» ، حرباً سلاحها الفقهاء والزكاة».

 

وأكد الموقع نقلاً عن مصادر مطلعة «أن الحكومة الموريتانية ماضية في قرارها تجفيف منابع حزب «تواصل»، ومعرفة موارده المالية وهو توجه تقول الحكومة إنه عربي وإسلامي فضلاً عن كونه عالمياً».

 

وتحدث «نوافذ» عن جهود بذلتها الحكومة الموريتانية على مستوى دول الخليج لتجفيف منابع إخوان موريتانيا. فأكد «أن الحكومة الموريتانية حظرت تحويل أموال الزكاة من الدول الإسلامية وبخاصة دول الخليج إلى موريتانيا، ورأت أن أي تحويلات من هذا النوع يجب أن تأتي بصفة رسمية تكون وزارة الشؤون الإسلامية في موريتانيا، عنوانها».

 

ولم يتوقف الأمر عند إيقاف التعاون مع عدد كبير من الفقهاء المحسوبين على حزب «تواصل» الإخواني بل تجاوزه، حسب موقع «نوافذ» إلى قرار آخر يقضي بإغلاق نحو 200 معهد إسلامي، تتهمها الدولة بنشر آيديولوجية «تواصل»، وخدمة أجنداته، وقد شرعت الدولة بالفعل في إغلاق بعض هذه المؤسسات وهي في طريقها إلى إغلاق البقية».

مراقبون رأوا أن هذه السياسات الموريتانية ليست إلا نسخة من سلوك جهاز الأمن الإماراتي الذي مارسه ضد المثقفين والعلماء في الدولة، وخارجها.

 

ولا يخفى دور أبوظبي في مصر وتونس وليبيا والأردن واليمن وسوريا ومالي، حيث لم يجد المراقب صعوبة في تلمس أيادي جهاز الأمن وشخصيات أمنية وتنفيذية في أبوظبي تعبث في موريتانيا.

 

جدير بالذكر أن الإعلام الإماراتي كان من أول الوسائل الإعلامية في القيام بدعاية انتخابية للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إبان الانتخابات الرئاسية إلى جانب شيطنة إخوان موريتانيا.

المصدر