تصدرت العديد من الأحداث البارزة المشهد المغاربي في العام 2015، من أهمها الصعود اللافت لتنظيم الدولة، والهجمات الدامية التي عاشتها بعض دول المغرب، وحالة الموت السريري التي أصابت اتحاد المغرب العربي؛ بسبب الخلافات الواقعة بين دوله.
ويودع مواطنو المغرب العربي العام 2015 بكثير من الترقب للعام الجديد، آملين أن يحمل جديدا على صعيد الاستقرار السياسي، وانخفاض الأسعار التي أرقت المواطن طيلة أشهر العام المنصرم.
موريتانيا: الأزمة السياسية وحمى الضنك
شكلت الأزمة السياسية بين المعارضة والسلطة، بالإضافة إلى وباء حمى الضنك الذي اجتاح نواكشوط في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وأصاب حوالي 80 بالمئة من سكان العاصمة، أبرز الملفات التي أرقت موريتانيا في العام 2015.
وانشغل الرأي العام الموريتاني في الأشهر الأخيرة من عام 2015، باحتدام الجدل والصراع الحاصل بين القوى السياسية، فيما رصد الجميع غياب أي مشاريع تنموية كبيرة في البلاد، ولم يبدأ العمل بمطار العاصمة الجديد الذي يعلق عليه الموريتانيون آمالا بانتعاش النقل الجوي "الضعيف".
وشكلت ملفات العبودية، وأوضاع السجون، والانهيار الأمني بالمدن الكبرى، والتوتر الحاصل في العلاقات مع بعض دول الجوار، قضايا أخرى ظلت محل نقاش وجدل بين النخب السياسية، وحتى المواطن العادي.
تونس.. عام الهجمات "الإرهابية" والتتويج بنوبل
شكلت الهجمات "الإرهابية" التي استهدفت أماكن متفرقة من تونس، وما تلاها من تداعيات، أبرز حدث عرفته تونس خلال العام 2015، الذي يصفه التونسيون بـ"عام الصمود في وجه الإرهاب"، بحسب مراقبين.
وبدأت تلك الهجمات بعملية باردو 18 آذار/ مارس، التي احتجز خلالها سائحين أجانب، وأسفرت عن مقتل 22 شخصا، تلاها هجوم سوسه الذي استهدف فندق "إمبريال مرحبا" في المنطقة الساحلية بمدينة سوسة بتونس في 26 حزيران/ يونيو، وراح ضحيته أكثر من 40 قتيلا، أغلبهم من السياح الأوروبيين.
وفي 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، قتلت كتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم الدولة، راعي غنم تونسي قالت إنه يتعاون مع أجهزة الأمن ضدها، وبثت مقطعا مسجلا لعملية الذبح.
وفي 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، عادت التفجيرات مجددا لتونس، لكنها هذه المرة استهدفت حافلة تابعة للأمن الرئاسي، وتسببت بمقتل 12 شخصا، جميعهم من عناصر الحرس الرئاسي التونسي.
من جهة أخرى، شكل منح أربع منظمات مدنية تونسية جائزة نوبل للسلام، في 9 تشرين الأول/ أكتوبر، لرعايتها حوارا سياسيا وطنيا بين الحكومة الانتقالية، وبين جبهة أحزاب المعارضة، حدثا مهما سلطت عليه الأضواء في تونس خلال 2015، ورأى فيه كثيرون أملا في عودة الاستقرار إلى البلاد.
وودع التونسيون عام 2015 بخلافات سياسية قوية داخل حزب "نداء تونس" الحاكم، باتت تهدد مستقبل الحزب.
ليبيا.. المصالحة وبروز تنظيم الدولة
وفي ليبيا، شكل الاتفاق الذي وقعته أطراف الأزمة الليبية بمدينة الصخيرات المغربية، في 17 كانون الأول/ديسمبر، أبرز حدث عرفته البلاد خلال 2015، وجاء هذا الاتفاق بعد فشل العديد من الجولات والمبادرات في هذا الصدد.
واستمرت حالة التشرذم والفوضى والانهيار الأمني في البلاد؛ بفعل انتشار السلاح بين السكان، وجاءت سيطرة تنظيم الدولة على أجزاء من البلاد لتزيد من تعقيد المشهد، بحسب مراقبين.
ودشن تنظيم الدولة هجماته الأكثر خطورة في ليبيا بإعدام حوالي 21 مسيحيا، أغلبهم من جنسيات مصرية، في 15 شباط/ فبراير، قبل أن يتبنى التنظيم نفسه في نسيان/ أبريل إعدام 28 مسيحيا من إثيوبيا.
وأعلن تنظيم الدولة سيطرته رسميا على مدينة سرت في 9 حزيران/ يونيو، ليواصل بعد ذلك شن هجمات متفرقة في أنحاء متعددة من البلاد.
الجزائر.. تساؤلات عن مستقبل بوتفليقة
ودع الجزائريون عام 2015 دون أن يتحدد بعد مستقبل ما بعد الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة، المستبعد ترشحه لفترة رئاسية أخرى؛ بسبب وضعه الصحي المتدهور منذ أشهر، بينما استمر الالتباس والقلق بشأن مستقبل البلاد في ظل هذه الظروف. بحسب مراقبين.
وشهد هذا العام في الجزائر العديد من المفاجآت، كان أبرزها إقالة الجنرال محمد مدين في 13 أيلول/ سبتمبر، والانهيار الكبير لقيمة الدينار الجزائري، وإغلاق مؤسسات إعلامية أبرزها قناة الوطن في 12 تشرين الأول/ أكتوبر، وفضيحة الغش في البكالوريا، التي شكلت مادة دسمة للصحافة الجزائرية خلال الأشهر الماضية.
وختم الجزائريون عامهم برحيل الزعيم التاريخي المعارض حسين آيت أحمد، الذي توفي في 23 كانون الأول/ ديسمبر عن عمر ناهز 89 عاما.
المغرب.. زيارة تاريخية وفيلم مثير
أما في المغرب، فقد شكلت زيارة الملك محمد السادس للأقاليم الجنوبية، في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر، الحدث الأبرز في عام 2015، بحسب وسائل إعلام مغربية وصفت الزيارة بأنها "تاريخية بامتياز"، مشيرة إلى أن الملك دشن خلال الزيارة مشاريع ضخمة، وتحدث عن خطة لتنمية شاملة للأقاليم الجنوبية.
وسلط الإعلام المغربي والدولي الضوء، لأشهر متواصلة، على فيلم "الزين اللي فيك"، الذي أثار ضجة واسعة في البلاد، وتم حظر بثه في جميع القنوات المغربية بسبب مشاهده الإباحية.
ويرى متابعون للشأن المغربي أن العام 2015 كان عام تعزيز نفوذ الإسلاميين، بعد تصدرهم للمشهد الانتخابي، وتزايد قبولهم داخل الشارع المغربي.
وكالات