
افتتح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، القمة الخليجية الأميركية الخامسة بالعاصمة السعودية الرياض، بمشاركة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب و الرئيس السوري أحمد الشرع، وقادة دول مجلس التعاون الخليجى.
وقال بن سلمان خلال كلمة الافتتاح إن القمة الخليجية الأميركية تعكس حرصا على تطوير التعاون والعمل الجماعي من أجل استقرار المنطقة، مضيفا أن هناك مساعي “لوقف التصعيد في المنطقة وإنهاء الحرب في غزة وإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية”، مشيدا بالقرار الذي اتخذه الرئيس ترامب أمس برفع العقوبات عن سوريا.
من جانبه قال ترامب إن إدارة الرئيس السابق جو بايدن خلقت فوضى بالمنطقة من خلال سماحها بالعدوان الذي مارسه أذرع إيران في المنطقة، مضيفا “أود أن أعقد صفقة مع إيران لكن عليها وقف دعم الإرهاب بالمنطقة وعدم سعيها إلى الحصول على سلاح نووي”.
وتابع ترامب إنه لا يمكن لإيران الحصول على سلاح نووي ويجب تطبيق العقوبات الأميركية على طهران،
أما بشأن حرب الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، قال إنه يجب الإفراج عن كل الرهائن في غزة والعمل من أجل إحلال السلام بدعم من قادة هذه القمة.
وحضر القمة كل من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وكذلك نائب رئيس الوزراء العماني أسعد بن طارق آل سعيد نيابة عن السلطان هيثم بن طارق آل سعيد.
وحضر أيضا ولي عهد أبو ظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، نيابة عن الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد.
وعلى هامش القمة، التقى ترامب بالشرع لمدة 33 دقيقة، بعدما أعلن، مساء الثلاثاء، عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا خلال خطابه في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي.
وقالت مسؤولة في البيت الأبيض، إن “ترامب التقى الرئيس السوري المؤقت قبل القمة الخليجية”، فيما أشارت وزارة الخارجية الأميركية بتغريدة على حسابها في منصة إكس إلى أن إدارة ترامب “منحت سوريا من قلب الشرق الأوسط فرصة حقيقية”.
وشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن بعد في الاجتماع الذي ضم زعماء الولايات المتحدة والسعودية وسوريا بالرياض، وفقا لما أوردته وكالة الأناضول.
وفي وقت سابق من اليوم، قال ترامب إنه سيأمر برفع العقوبات المفروضة على سوريا بناء على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في تحول كبير للسياسة الأميركية.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب وافق على عقد اجتماع مع الشرع بعد مساع دبلوماسية حثيثة لعقده.
ويأتي هذا اليوم الدبلوماسي المزدحم غداة يوم شهد إبرام اتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات، إذ وقّعت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية مجموعة من الصفقات في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي والأسلحة والتكنولوجيا.
يذكر أن هذه القمة تتزامن مع جولة الرئيس دونالد ترامب إلى الخليج التي استهلها بالسعودية وتشمل قطر والإمارات، وتمثل هذه الجولة إشارة انطلاق مرحلة جديدة في التعاون بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
تعد هذه القمة الخامسة حيث سبقها 4 قمم، الأولى في منتجع كامب ديفيد الأمريكي والبقية بالرياض. وعقدت القمة الأولى في ماي 2015، والثانية في أفريل عام 2016، والثالثة ماي2017 بمشاركة ترامب، والرابعة في جويلية 2022، وشارك فيها أيضاً قادة مصر والأردن والعراق.
ووصل ترامب، صباح الثلاثاء 13 ماي، إلى المملكة العربية السعودية، وذلك في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه، في جانفي الماضي.
واستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأميركي في مطار الملك خالد بالعاصمة الرياض.
وتستمر زيارة ترامب التي وصفها بـ”التاريخية” خلال كلمة ألقاها، يوم الاثنين، في البيت الأبيض، 4 أيام، من 13 إلى 16 ماي الجاري، حيث سيحط الرحال في كل من قطر والإمارات ولن يزور الكيان الصهيوني، كما أعلن إلا إن حصل طارئا ما.
وشددت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت على الأهمية الكبيرة التي يوليها الرئيس ترامب لرحلته إلى السعودية وقطر والإمارات، إذ يأمل خلالها في إبرام اتفاقيات كبرى، في ظل الصعوبات التي تواجه تحقيق تسويات للنزاعات الإقليمية.
وقال ترامب أيضا إنه قد يسافر يوم الخميس إلى تركيا للمشاركة في محادثات محتملة قد تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجها لوجه.
يذكر أن وسائل إعلام أمريكية كانت قد تحدثت عن نية العائلة المالكة في قطر إهداء الرئيس الأميركي طائرة رئاسية فاخرة خلال زيارته للمنطقة، حيث أثير الكثير من الجدل بشأن الهدايا التي سوف يتلقاها من زيارته لدول الخليج.
