استئناف حرب الإبادة في غزة.. الاحتلال يفتح الملاجئ تحسبا لرد القسام

18 مارس, 2025 - 11:42

كشفت القناة 12 العبرية عن فتح الملاجئ في مدن كبرى جنوب تل أبيب، تحسبا لرد كتائب القسام على اسئناف الاحتلال لحرب الإبادة في قطاع غزة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش يستعد لاحتمال إطلاق صواريخ من اليمن وغزة، لذلك تم فتح ملاجئ في كل من يافني وريشون لتسيون ورمات غان وهرتسيليا ورحوفوت وغيرها.

من جانبها أوضحت قناة كان العبرية أن قرار فتح الملاجئ اتخذ بسبب التصعيد في غزة، فيما قال مكتب وزير دفاع الاحتلال إن “العملية بغزة ستكون من الجو والبحر ولن تشمل الدخول البري”.

واستأنف الاحتلال الصهيوني، فجر اليوم الثلاثاء، حرب الإبادة في قطاع غزة بتنسيق مع الإدارة الأميركية وتأييد من الرئيس دونالد ترامب، حيث شن غارات جوية عنيفة أدت لدمار هائل مع ارتقاء مئات الشهداء.

ودعت حركة “حماس” في بيان لها، العرب والمسلمين، وكافة “أحرار العالم” إلى النزول للشوارع والميادين بشكل فوري، بعد استئناف العدوان على قطاع غزة.

وقالت في بيان مقتضب “ندعو أبناء أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم للنزول إلى الشوارع والميادين ورفع الصوت عاليا رفضا لاستئناف حرب الإبادة الصهيونية ضد شعبنا في قطاع غزة”.

وعلى الساعة الثالثة فجرا، استأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة بشكل وحشي، ما أسفر عن سقوط أزيد من 300 شهيد في كافة أنحاء القطاع، حيث تم استهداف كوادر وقيادات حكومية وأمنية.

ووفقا لوزارة الصحة بغزة أسفرت سلسلة الغارات عن  112 شهيدا وعشرات المصابين، وكان بين المرتقين اللواء محمود أبو وطفة، وكيل وزارة الداخلية.

وقال مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية إنهم عاجزون عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، مشيرا إلى نفاد كميات كبيرة من الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة استمرار الحرب والحصار.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن 100 طائرة شاركت في استئناف الغارات على قطاع غزة، لافتا إلى أن الهجوم سيستمر ما دام ذلك ضروريا وسيتوسع إلى ما هو أبعد من الغارات الجوية، في إعلان صريح عن إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 20 جانفي الماضي.

واستهدفت غارات الاحتلال مواقع مختلفة في القطاع، من بينها مخيم المغازي بالوسط وخان يونس ورفح جنوبا ومخيم جباليا وبيت حانون في الشمال.

وبحسب ما أفادت قناة الجزيرة، فإن عائلات بكاملها حُذفت من السجل المدني خلال الغارات التي بدأت في حدود الثالثة من صباح اليوم.

وأعلن الدفاع المدني في غزة أن طواقمه تواجه صعوبات كبيرة في العمل نتيجة الغارات المتزامنة على مناطق عدة بالقطاع.

حماس تحمل نتنياهو مسؤولية خرق الاتفاق
أكدت حركة حماس أن الاحتلال الإسرائيلي انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار، متهربًا من التزاماته، ومستمراً في ارتكاب المجازر بحق السكان في غزة، وسط صمت دولي مخزٍ.

وأوضحت في بيان لها، أن الادعاءات التي أطلقها الاحتلال بشأن وجود تحضيرات من المقاومة لشن هجوم على قواته لا أساس لها من الصحة، وهى مجرد ذرائع واهية لتبرير عودته للحرب وتصعيد عدوانه الدموي.

ولفتت حماس إلى أن الاحتلال يحاول تضليل الرأي العام وخلق مبررات زائفة لتغطية قراره المسبق باستئناف الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، غير مكترث بأي التزامات تعهد بها.

وحمّلت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “والاحتلال الصهيوني النازي المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة”.

وأضافت أن نتنياهو وحكومته “اتخذوا قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار معرضين الأسرى الإسرائيليين في غزة لمصير مجهول”.

وطالبت لوسطاء بـ”تحميل نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه”، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لانعقاد عاجل لأخذ قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها.

بدورها قالت حركة الجهاد الإسلامي إن نتنياهو أفشل عمدا كل مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضافت أن العدوان الجديد لن يمنح يدا عليا لإسرائيل على المقاومة لا في الميدان ولا في المفاوضات.

إبلاغ واشنطن بخطط عودة الحرب والحصول على تأييد من ترامب
في ذات السياق، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، أنّ الاحتلال الإسرائيلي أبلغ إدارة الرئيس دونالد ترامب بخطط عودة الحرب في قطاع غزة، قبل تنفيذ الهجمات الجوية الواسعة والمفاجئة.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض لقناة “فوكس نيوز”، إن “إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غاراتها على غزة”.

وأشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس ترامب يؤيد عودة نتنياهو إلى الحرب، وأرسل قاذفات وقنابل وحاملات طائرات للدفاع عن تل أبيب.

وفي سياق متصل، لفتت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن تل أبيب أطلعت الولايات المتحدة على خطط مهاجمة قطاع غزة، قبل وقوعها فجر الثلاثاء.

وأضافت الهيئة، نقلا عن مصدر أمني لم تسمّه: “تم إطلاع الولايات المتحدة على الهجمات في غزة قبل وقوعها”.

وأعلن البيت الأبيض أن تل أبيب استشارت إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن الغارات على غزة، ونقلت صحيفة معاريف عن مصادر عبرية أن تجدد القتال في غزة تم تنسيقه مع الإدارة الأميركية وأن واشنطن وافقت على ذلك.

 

وذكرت معاريف أن المصادر أوضحت أن “خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة تقضي بتقدم قواته داخل القطاع و”تطهير” مناطق بعينها والبقاء فيها، مع نقل المدنيين إلى “مناطق إنسانية”.

وقالت الصحيفة إن قرار استئناف القتال اتخذ أمس الاثنين في اجتماع عقده نتنياهو في وزارة الدفاع بتل أبيب.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر عسكري إسرائيلي -لم يفصح عن اسمه- قوله إنه بتعليمات المستوى السياسي فإن الجيش يشرع بمهاجمة “قادة حماس من المستوى المتوسط، والشخصيات البارزة في الجناح السياسي لحماس، وبنيتها التحتية على نطاق واسع وبشكل استباقي”.

وقال إن جيش الاحتلال يهاجم عشرات الأهداف بزعم “استعداد حماس لتنفيذ هجمات، وتعزيز قوتها وإعادة تسليحها”.

وزعم بيان لمكتب نتنياهو أن استئناف العدوان على غزة يأتي “في أعقاب رفض حماس المتكرر إطلاق سراح الرهائن، ورفضها جميع المقترحات التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف والوسطاء”.

وكانت وسائل إعلام عبرية قالت الخميس، إن المبعوث الأميركي قدم اقتراحا محدثا الى الطرفين يقضي بإطلاق 5 محتجزين إسرائيليين مقابل 50 يوما من وقف إطلاق النار وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية وإدخال مساعدات إنسانية والدخول في مفاوضات حول المرحلة الثانية.

فيما أعلنت حماس الجمعة موافقتها على مقترح قدمه الوسطاء، حيث تتضمن الموافقة الإفراج عن جندي إسرائيلي-أميركي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، في إطار استئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.

ومطلع مارس انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، بينما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شهيد منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر 2023.

وعلى إثر ذلك، أعلن البيت الأبيض دخوله في محادثات مباشرة مع حماس بشأن الأسرى في غزة، عقب التحذير الذي قال ترامب بأنه الأخير لحماس من أجل مغادرة قطاع غزة، ما اعتبرته الأخيرة دعماً لنتنياهو للتنصل من الاتفاق وتشديد الحصار والتجويع.

الشروق أونلاين