اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: رسالة أمل وسط معاناة مستمرة /محمد فاسي

30 نوفمبر, 2024 - 16:04

يحتفل العالم في 29 نوفمبر من كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهي مناسبة اعتمدتها الأمم المتحدة منذ عام 1977 بموجب قرار الجمعية العامة رقم 32/40 ب. يحمل هذا التاريخ دلالات عميقة، فهو يوافق ذكرى صدور قرار تقسيم فلسطين رقم 181 عام 1947، الذي أقر بإنشاء دولتين على أرض فلسطين، عربية ويهودية.

 

فرصة لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية

يشكل هذا اليوم تذكيرًا بأن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة رغم مرور العقود. من خلال فعالياته، يعبر المجتمع الدولي عن دعمه لحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

تنظم الأمم المتحدة أنشطة متنوعة، منها اجتماعات خاصة في نيويورك وجنيف وفيينا، ومعارض ثقافية بالشراكة مع بعثة فلسطين. كما تشجع الدول الأعضاء على دعم هذه الفعاليات، ما يساهم في رفع الوعي الدولي بالقضية الفلسطينية.

مأساة إنسانية مستمرة: العدوان على غزة

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بيوم التضامن، تستمر المأساة الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة. منذ السابع من أكتوبر 2023، تشن قوات الاحتلال الصهيوني عدوانًا وحشيًا أودى بحياة 44282 شهيدًا وأدى إلى إصابة 104880 شخصًا حتى الآن، أغلبيتهم من الأطفال والنساء حسب آخر إحصائيات العدوان.

ووفقًا لتقرير أممي صدر في نوفمبر 2023، يشكل النساء والأطفال 70% من شهداء العدوان الصهيوني على غزة، حيث بلغ عدد الشهيدات حوالي 12 ألف امرأة، إضافة إلى عشرات الآلاف من الجريحات. تشير التقارير أيضًا إلى أن حوالي 60 ألف امرأة حامل في غزة معرضات للخطر بسبب انعدام الرعاية الصحية.

وتؤكد وزارة الصحة في غزة أن الحصار الصهيوني يستمر في سياسة منع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى الضحايا العالقين تحت الأنقاض. في ظل هذه الظروف، أصبح القطاع ساحة حرب إبادة ممنهجة وسط صمت دولي.

رمزية رفع العلم الفلسطيني

في خطوة رمزية عام 2015، تم رفع العلم الفلسطيني أمام مقرات الأمم المتحدة حول العالم، تعزيزًا للاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. يعكس ذلك رغبة المجتمع الدولي في التأكيد على أحقية الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة.

الدبلوماسية الجزائرية ودعم فلسطين في الأمم المتحدة

تلعب الدبلوماسية الجزائرية دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، خاصة في الأمم المتحدة. الجزائر، التي تعتبر من أوائل الدول التي دعمت حقوق الفلسطينيين، تواصل تقديم الدعم السياسي والإنساني لفلسطين في مختلف المحافل الدولية. تسعى الجزائر إلى تعزيز موقف فلسطين، وتعمل على حشد التأييد العربي والدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وعلى مدار السنوات، قدمت الجزائر العديد من المبادرات في الأمم المتحدة لحث المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات فعالة لحماية حقوق الفلسطينيين، وفضح انتهاكات الكيان الصهيوني. كما تُعبر الجزائر عن موقفها الثابت في دعم المقاومة الفلسطينية، معتبرةً أن الحرية لا تأتي إلا من خلال النضال المستمر.

احتجاجات في المغرب: تضامن شعبي ضد التطبيع

في المغرب، تستعد هيئات حقوقية ومدنية لإحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال مظاهرات تضامنية بمختلف المدن. تقود هذه الفعاليات “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، التي أعلنت عن مسيرة شعبية في الدار البيضاء يوم الأحد القادم لدعم المقاومة الفلسطينية ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وشملت الدعوات مظاهرات في خريبكة، وجدة، خنيفرة، أكادير، وتطوان، تأكيدًا على أن القضية الفلسطينية “تحظى بمكانة خاصة لدى المغاربة”. تحمل هذه الفعاليات رسالة تضامن ملموسة تطالب بإنهاء الاحتلال ووقف جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يواصل عدوانه الوحشي على الفلسطينيين.

معاناة النساء في سياق الاحتلال: أصداء دولية في يوم التضامن

تزامنت الفعاليات في المغرب مع مظاهرات شعبية بداية الأسبوع الجاري تضامنًا مع المرأة الفلسطينية بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة. سلطت هذه الاحتجاجات الضوء على الانتهاكات الممنهجة التي تواجهها النساء الفلسطينيات في ظل العدوان الصهيوني.

في مدينة طنجة، نظمت مسيرة حاشدة تضامنًا مع النساء الفلسطينيات واللبنانيات، بينما شهدت العاصمة الرباط والدار البيضاء وقفات احتجاجية. استنكرت خلالها ناشطات من حركة “مغربيات ضد التطبيع” استمرار العلاقات المغربية مع الكيان الصهيوني، معتبرين ذلك “تواطؤًا مع الاحتلال”.

التضامن: أداة للتغيير

يمثل اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فرصة لتذكير العالم بأن حقوق الفلسطينيين ليست مسألة سياسية فقط، بل قضية إنسانية وأخلاقية. التضامن الدولي يمكن أن يكون أداة تغيير حقيقية، تُحشد من خلالها الموارد والإرادة لإنهاء معاناة شعب دفع ثمنًا باهظًا لنيل حقوقه المشروعة.

تظل القضية الفلسطينية رمزًا للصمود والأمل في وجه الظلم، ويظل يوم التضامن دعوة لكل أحرار العالم للوقوف إلى جانب حق الفلسطينيين في حياة كريمة.