كشفت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” مصير جثمان زعيمها الراحل يحيى السنوار، مؤكدة عدم استخدامه كورقة خلال المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن الأسرى، كونه رفض التمييز والابتزاز قبل استشهاده ولا مجال للحياد عن نهجه بعد رحيله.
وقال عضو المكتب السياسي والمستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو، في تصريحات صحفية إن المشهد الأخير من حياة يحيى السنوار، كشف طبيعة هذا “القائد الاستثنائي”.
وأضاف أنه كان بجوار “أبنائه المجاهدين” في أرض المعركة حتى اللحظة الأخيرة، ودائم التفقد للقوات في الصفوف الأولى ودائم الاطلاع على أحوال المعارك، ولم يكن محاطا بدروع بشرية من الأسرى أو مختبئا وهاربا في الأنفاق، كما روج الاحتلال لتشويه صورته.
وأكد ذات المتحدث أن جيش العدو الصهيوني لم يكن يعرف مكان يحيى السنوار قبل استشهاده، وما حدث كان مصادفة، وأن قادة الاحتلال لم يصدقوا أنهم قتلوا السنوار إلا بعد التحفظ على جثمانه، معتبرا ذلك دليلا واضحا على “مدى هشاشة الاستخبارات الصهيونية”.
وبرغم أن حماس تعتبر جثامين الشهداء “أشياء عظيمة”، وأنه تم إبرام صفقات تبادل لجثامين من قبل إلا أن النونو استبعد فكرة أن يتم استخدام جثمان السنوار كورقة خلال المفاوضات، مشددا على أن الحركة لن تسمح للاحتلال بابتزاز الشعب الفلسطيني أو المقاومة.
وأوضح أن الزعيم الراحل فضّل أن يقتل على الوقوع في الأسر حتى لا تُبتزّ حركته، بقوله: “إذا كان رفض أن يُبتز حيا، فإن الأولى به أن يرفض أن تُبتز حركته بعد موته”.
وكان طاهر النونو قد تحدث بعد اسشهاد السنوار مباشرة لوسائل الإعلام، وقال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «حضرة المواطن» عبر قناة «الحدث اليوم»، إن جثمان يحيى السنوار مثل جثامين أبطال فلسطين في 7 أكتوبر 2023.
وأوضح أن ما يسري على يحيى السنوار يسري على باقي أبطال فلسطين، متابعًا: “هو في حياته رفض التمييز، وفي استشهاده هو جزء من أبناء الشعب الفلسطيني، وسيكون كباقي أبناء الشعب الفلسطيني”.
وعن مكان دفن جثمانه ، قال النونو: “نحن على قناعة أن روح الشهيد يحيى السنوار الآن في جنان خضر عند مليك مقتدر، وأن جثمان يحيى السنوار سيدفن في فلسطين، سواء في قطاع غزة أو في أي مكان من أرض فلسطين المحتلة”.
وفي وقت سابق ضجت شبكات التواصل الاجتماعي بالحديث عن مصير جثمان السنوار، الذي أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس 17 أكتوبر الماضي، استشهاده، بعد إشتباك ضاري معه.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد أعلنت نقل جثمان الشهيد البطل لمكان سري في تل أبيب، دون ذكر تفاصيل بشأن نوايا الاحتلال حياله، وما إذا كان سيحتفظ به لاستخدامه في صفقة تبادل للأسرى أو حرقه أو إعادته لحماس.
ويحتجز الاحتلال الإسرائيلي في كثير من الأحيان جثث الفلسطينيين، على أمل استخدامها في تبادل مستقبلي مع الفصائل الفلسطينية، ما جعل الكثيرين يراهنون على أنه سيطالب ربما بإطلاق سراح كل الأسرى مقابل جثمان السنوار، لكن البعض يستبعدون ذلك.
وأكد موقع واينت العبري أن إسرائيل لن تمانع من عقد صفقة مبادلة للأسرى بجثمان السنوار، بينما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلا عن خبراء، أن فكرة استخدام الجثمان ضمن عملية تبادل مسألة “غير مرجحة”.
وقال الخبراء للصحيفة الأمريكية إن “المسؤولين في تل أبيب لا يريدون لمكان دفن الجثمان في الأراضي الفلسطينية أن يصبح مزارا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الغموض يحيط بمصير الجثمان، حيث نقلت عن الدكتور تشين كوجل، مدير المعهد الوطني للطب الشرعي في تل أبيب، قوله إن السنوار قُتل برصاصة في الرأس في جنوب غزة خلال تبادل لإطلاق النار.
وأضاف أنه أشرف على تشريح الجثمان، وسلمه بعدها للجيش، ولا يعرف أي شيء عن مكان الاحتفاظ به، فيما تعالت أصوات مستوطنين تطالب بطحنه وحرقه ونثر رماده كي لا يبقى له أثر!
الشروق أونلاين