أشهرت الجامعة الأردنيّة بالشّراكة مع رابطة الكتّاب الأردنيين طائفة من إبداعات الأديبة الأردنيّة ذات الأصول الفلسطينيّة د.سناء الشّعلان، وذلك ضمن نشاطات اللجنة الثّقافيّة في مركز اللغات/الجامعة الأردنيّة.
جرى هذا الإشهار بحضور نخبويّ من الهيئات الأكاديميّة والإداريّة والطّلابيّة في الجامعة الأردنيّة والمهتميّن من خارجها ومن رابطة الكتّاب الأردنيين؛ إذ حضر الإشهار ممثّلها في الجامعة الأردنيّة وعضو هيئة إدارتها الأديب والنّاقد عطا الله الحجايا.
وقد أُشهر في أصبوحة ثقافيّة حاشدة الأعمال الإبداعيّة التّالية للدكتورة الشّعلان: الطبعة الثالثة من أعشقني(رواية)، والمجموعات القصصية الجديدة: حدث ذات جدار، تقاسيم الفلسطيني، الذي سرق نجمة، وقافلة العطش الصّادرة باللّغة الإنجليزيّة (The Convoy of Thirst).
وقد رحّبت د.منى محيلان مقرّرة اللجنة الثّقافيّة في الجامعة الأردنية/ مركز اللغات بالشّعلان، وعدّت استضافة الجامعة لإشهار أعمالها الإبداعيّة الجديدة خطوة مهمّة في الشّراكة الإبداعيّة للمجتمع مع المشهد الثقافيّ الأردنيّ لاحتضان مبدعيه المميزين، ولدعم المبدع الجامعيّ لاسيما إن كان من طواقهما الأكاديميّة المميزة التي تعتزّ الجامعة بها كما هو الحال مع الدكتورة سناء الشعلان التي تُعدّ بصمة مهمّة في الأدب الأردنيّ، وهي مكان فخار الجامعة الأردنيّة والأردن بها.
وتذكر د.منى محيلان في حقل حديثها عن إبداع سناء الشّعلان:"لكلّ إنسان من اسمه نصيب، مشتعلة ألقاً وإبداعاً وحياة، الشخصية المؤثرة رقم 19 في الأردن للعام 2013. مداراتها شموع فرح وترانيم عشق،لم ترجع ذات يوم مفوضةُ منظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في الأردن بقافلة عطشى أبداً.لقاءاتها تحت أشعة الحروف المشرقة في أعمدة صحيفة الدستور الأردنية وأبعاد متوسطية المغربية والرائد التونسية ورؤى السعودية وأصداء الفلكية الإماراتية والحكمة العراقية.حدث ذات جدار أن أرادوا سرقة نجمتها لكنّ صوتها قهر الصدى، فكان أن حصدت ممثلة منظمة النسوة العالمية في الأردن جوائز بلا حدود.
جميلة أنت دكتورتنا سناء كحروفك، مشتعلة سناء عَطِرا كوجودك الطيّب في أصبوحتنا هذا اليوم".
وقد قدّمت د.فاطمة العمري الشّعلان حيث قالت:" ضمن سلسلة النّدوات التي تنظّمها اللجنة الثّقافيّة في مركز اللغات،وبالتّعاون مع رابطة الكتّاب الأردنيين يسعدنا أن نرحّب بالدّكتورة سناء الشعلان الأديبة والنّاقدة،الأستاذة في الجامعة الأردنيّة.
والدكتورة الشعلان عضو في كثير من المحافل الأدبيّة كرابطة الكتّاب الأردنيين،واتّحاد الكتّاب،وجمعيّة النّقاد الأردنيين،وجمعيّة المترجمين الدّوليين وغيرها.
وهي حاصلة على نحو خمسين جائزة دوليّة وعربيّة ومحليّة في حقول الرّواية والقصّة القصيرة والمسرح وأدب الأطفال والبحث العلميّ.وحاصلة على درع الأستاذ الجامعيّ المتميّز في الجامعة الأردنيّة للعامين 2007 و2008 على التّوالي،كما حصلت قبلها على درع الطّالب المتميّز أكاديميّاً وإبداعيّاً لعام 2015.وللدكتورة الشعلان ستة وأربعون مولفاً منشوراً إلى جانب العديد من الدّراسات والأبحاث المنشورة.هذا بالإضافة إلى مشاركتها الواسعة في المؤتمرات المحليّة والعربيّة والعالميّة.زهي ممثّلة لكثير من المؤسّسات والجهات الثّقافيّى والحقوقيّة،وشريكة في كثير من المشاريع العربيّة الثّقافيّة.تُرجمت أعمالها إلى عدّة لغات.وفي سيرتها الكثير الذّاتيّة الكثير من الإنجازات التي لا يتّسع المجال لذكرها.
وقد قدّمت اللجنة الثّقافية فيلماً تسجيليّاً عن تجربة الشّعلان الإبداعيّة،تلتها شهادة إبداعيّة قدّمتها الشّعلان عن مسيرتها،وقد قالت فيها:" يسعدني أن تشاركوني اليوم في إشهار أعمالي الإبداعيّة الجديدة،وقد أشهرت هذه الأعمال في الكثير من دول العالم،ولكن إشهارها في محراب حضوركم هو انتصار لي على المؤامرات جميعها التي حيكت ضّدي لكي تسرقني من إبداعي ومن سناء الشعلان التي أعتزّ بأنّني بنيتها بشرف وإصرار وعزيمة لا تعرف الفتور... طلبتي الأحبّاء دائماً أدخل معكم في صراع حلو ولذيذ لأنّني أصمّم على أن تتحدّثوا عن أنفسكم،وتصمّموا على أن تتواروا خلف صمتكم الطّاهر ،ثم تنزلون على رغبتي بطاعتكم الرّقيقة البريئة.فأفرح بكم وأنتم تقرّبونني من دواخلكم وعوالمكم وحيواتكم.
اليوم سأحدّثكم عمّن أكون،لن أحدّثكم عن سيرتي التي أتشرّف بها؛لأنّها سيرة ذهبيّة منسوجة من الإصرار والنّقاء والعصاميّة والمواقف الثابتة،فهي مبثوثة في كلّ مكان،ولكنّني سأحدّثكم عنّي عبر موقف واحد أثّر في حياتي وإبداعي وتفكيري وقناعتي،كما ألزمكم بأن تحدّثوني عن أنفسكم عبر موقف واحد أثّر في حياة كلّ منكم".
كما قالت في معرض شهادتها الإبداعيّة التي استعرضت فيها أهمّ ملامح تفكيرها ونضجها وبواعث الإبداع والتّشكيل عندها" أنا أحبّ سناء الشعلان لأنها لم تخذلني عندما حاربت بها من يريدون أن يسرقونني منّي،والآن أحبّكم أكثر.أتعرفون لماذا؟ لأنّكم سوف تكونون امتدادي في انتصاري على القبح والعفن والأنفس الضّيقة،أنتم الأجمل في حياتي.لا حرمني الله منكم أبداً.تذكروا أنّكم الأقوياء المأمولين في زمن الشّدة والرّدة والكرب... تريدون أن تعرفوا عن إبداعي،جئتم لتسمعوا شهادة إبداعيّة لي،هذه إذن شهادتي الإبداعيّة الأهم في حياتي،إنّها وثيقي التي أوثّق بها ذاتي،وأسوق بها أحلام المناضلين الصّابرين على الكرب في زمن البلاء.اسمحوا لي أن أروي لكم قصّة إبداعي في حكايا صغيرة.وإن كنت للتّو قد رويت لكم أهمّ قصّة من قصصي إبداعي،وهي أنّني أعيش ما أكتبه من تجارب النضال والشرف والمبادئ،لا أكتبها فقط".
من أجواء الشّهادة الإبداعيّة :"حكاية (4) تتعلّم الكتابة والقراءة في أشهر قليلة، المعلّمات يسمّين هذا ذكاء، أمّها تسمّيه وراثة جينيّة، ولكّنها تعلم أنّ الحكاية هي السّبب، فهي تريد أن يتحرّر قلمها من سيطرة أمّها لتكتب ما تشاء ومتى تشاء دون أن تنتظرها بفارغ الصّبر حتى تنتهي من أعمالها المنزليّة الموصولة لتملي عليها ما تحاصره طوال النّهار في نفسها من حكايا قد تتفلّت منها،وتهرب بعيداً قبل أن تحبسها في ورقة أثيرة تجيد أن ترتبها في مكانها في الدّرج الوحيد في خزانتها الخشبيّة الخضراء القديمة.
حكاية(5): العالم يصبح أرحب عندما تمسك بالقلم،وتبدأ بالكتابة،تكتشف أنّ العالم كلّه مصنوع من مادة الحكاية، لذلك تفهم العالم بمنطقها،وتتعامل معه وفق منطق الشّخوص والزّمان والمكان والعقدة والتأزم والحلّ والرؤّية واللّغة، كلّ شيء في عرفها له حكاية، وهي تتقن فنّ الحكايا، ولذلك تأخذ علامات كاملة في المواد جميعها؛ لأنّها مواد تجيد الحكايا، أمّا مادّة الرّياضيات فتخفق فيها دائماً؛ لأنّ الأرقام لا تحبّ الحكايا،ولها منطق آخر لا تفهمه!
حكاية (6): الطّفلة الصّغيرة لها عادات غريبة، ولها دفتر أزرق صغير برّاق الغلاف تجمع فيه الكلمات الجديدة التي تسمعها،ولا تعرف معناها،ولكنّها تُعجب بجرسها الموسيقي،تردّدها كثيراً بفرح حتى تألف لفظها. البعض يرجّح أنّ الطّفلة مجنونة، الأم الخالة تراهن على مستقبلها المشرق الفيّاض بالمنى،ووالدتها تشرح لها معاني الكلمات الموسيقيّة التي تجمعها بفرح من يجمع أصداف من بحيرة مسحورة، ولا تعنيها آراء النّساء الطّيارات بما تفعل!".