كتب الأستاذ محمد الكوري بن العربي: اصوات مدافع انبيك الغازية ،وكتابات بعض المدونين

26 يوليو, 2024 - 18:44

قبل أربعة أيام كنت قادما من تكانت ؛ و لاحظت أن السكان في الواحات، خاصة انبيكه، يستخدمون مدافع غازية، تصدر صوتا كبيرا ، يحسبه الأغمار ذخيرة حية، لطرد الطيور عن  التمر الناضج في الأعذاق. سألت أطفالا هكذا عن جدوائية هذه المدافع ، فضحكوا! 
قالوا في البداية كانت الطيور تهرب مع كل طلقة، لكن الآن تعرفت على حقيقتها . تذكرت تلك الأصوات الغازية التي حقرتها طيور واحة انبيكة   حين طالعت منشورين  لمدونين موريتانيين ، لا فائدة لذكرهما، فلم يكن لهما ذكر على امتداد تاريخ النضال السياسي الموريتاني، لا في صفوف الطلاب أثناء الفترة الاستثنائية، و لا في أحزاب المعارضة ، خلال فترة ديموقراطية معاوية ! و لم يغب أحدهما ليلة واحدة عن سرير نومه إلا في صحبة شلة ماجنة  و لم تصعق حدهما شمس يوم قائظ  بسبب قضية كبرى!  
أحدهما هاجم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر و الثاني هاجم القائد الشهيد صدام حسين، على نحو ممنهج و متزامن . ما يجمع بين  هذين المستنسرين ، على عامري القبور،  ليس أن التاريخ النضالي للقوة الشبابية الوطنية يجهلهما بتاتا، و إنما أن كليهما أيضا ولد و ترعرع و شب و ربت أكتافه من مرق الأنظمة، حتى كتابته لتخرصاته!
هما مدفعان غازيان  يحسبهما بغاث الفيسبوك  شيئا، أحدهما ينطلق من سفارة أمريكا، و الآخر من سفارة فرنسا... و تلك حصيلتهما المعنوية  التي يستقويان بها  و يتطاولان على قائدين واجها بمفردهما الامبرياليات الغربية التي تبيد الآن شعب فلسطين بأريحية مطلقة، في غياب جمال عبد الناصر و صدام حسين، طيب الله مثواهما و أحسن إليهما. أما مآل هذه الكتابات الهجومية المجانية، في سياق هستيريا غربية مذعورة من التطورات الدولية الجارية،  على قائدين عربين في مرقديهما البرزخي  تمجدهما شعوب العالم و الأحرار فيه، فهي في طريقها بلمح البصر  لسلة مهملات أشخاص و  تاريخ الخيانات و العمالة للأجنبي...