جنرالاتُ الاحتلال يحذّرون نتنياهو! / حسين لقرع

7 يوليو, 2024 - 15:05

أخيرا، بدأ كبار جنرالات جيش الاحتلال يعترفون بخسارة معركة “عضّ الأصابع” مع المقاومة الفلسطينية ويصرخون من الألم، إذ قابل قادة أربع كتائب تحارب بغزة رئيسَ الوزراء بنيامين نتنياهو وأطلعوه على الوضع الخطير في ساحة القتال؛ فالجنود هناك بلغوا درجة كبيرة من الإنهاك بعد تسعة أشهر كاملة من الحرب، ويجب أخذ هذا العامل بعين الاعتبار!

هي رسالةٌ تحذيرية واضحة من عسكريين كبار لنتنياهو بأنّ الجيش منهكٌ ولن يكون بإمكانه أن يحقّق له “النصر المطلق” الذي يحلم به ويتحدّث عنه كلّ يوم، فهؤلاء القادة موجودون في الميدان طيلة تسعة أشهر كاملة أشرفوا فيها على الكثير من المعارك، وواجه جنودُهم الكثير من كمائن المقاومة وعملياتها البطولية الفذّة، وهم يسقطون يوميّا بين قتيل وجريح، وآلياتُهم العسكرية تُفجَّر، وهم قريبون من هؤلاء الجنود ويعرفون أنّهم بدأوا يتعبون من القتال ويفقدون الرغبة في مواصلته، وبدأت تدبّ في نفوسهم مشاعرُ اليأس من تحقيق “النصر المطلق” الذي يريده نتنياهو على المقاومة، فهي ليست لقمة سائغة كما كانوا يتصوّرون، وكلّما طالت مدّةُ الحرب تعمّقت أكثر مشاعر الإحباط والقنوط في نفوسهم، والأفضل لنتنياهو أن يوقف الحرب عند هذا الحدّ وينسحب من القطاع ويقبل بصفقة تبادل الأسرى.

الامتعاضُ من حرب غزّة واليأس من تحقيق النصر فيها، لم يقتصر على أربعة قادة ميدانيين، بل إنّ بعض كبار جنرالات جيش الاحتلال أيضا ممتعضون من طول أمد الحرب وتصاعد فاتورة الخسائر التي تنبِّئ بالسّير نحو هزيمة تاريخية للكيان، لذلك صرّحوا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأنّ الجيش يعاني من نقص الجنود، والسلاح، وقطع الغيار، واستمرار الحرب يعني تآكل قدراته تدريجيّا، ولذا يريد الجيش وقف القتال في غزة حتى لو بقيت حماس في السلطة. وهو تصريحٌ آخر ذو دلالةٍ كبيرة؛ فهؤلاء الجنرالات يعرفون –بحكم خبرتهم العسكرية- أنّ الجيش يسير نحو هزيمة مدوّية وحتمية ولا أمل له في النصر، فاختاروا هذه الصحيفة الأمريكية الشهيرة لقرع جرس الإنذار وتحذير نتنياهو: أن أوقف حرب غزة وأخرج من مستنقعها، لأنّ الجيش منهك من حرب الاستنزاف هناك وهو غير قادر على كسب الحرب، وإذا لم تسارع إلى سحبه اليوم قبل الغد فسيتحوّل حلمُك بتحقيق “النصر المطلق” إلى هزيمة مطلقة ستؤثر بشدّة في مستقبل الكيان!

بعد 9 أشهر من القتال في غزة ظهرت النّتيجة مكتوبة على الحائط بوضوح كامل ولا يتعامى عنها سوى نتنياهو وبن غفير وسموتريتش وكبارُ المتطرفين الصهاينة الذين يفضّلون الهروب إلى الأمام؛ فالجيش خسر نحو 1500 دبابة وآلية عسكرية، وفقد آلاف القتلى، وإن تكتّم على أعدادهم الحقيقية وتحدّث فقط عن المئات، كما خسر عشراتِ الآلاف من الجرحى ومنهم نحو 20 ألف معاق، ونحو 10 آلاف جندي مصاب بصدمات نفسية، ما يعني أنّ عشرات آلاف الجنود لم يعودوا قادرين على العودة إلى القتال، ولا بدّ من استبدالهم وهو أمرٌ غير متاح حاليا، أما البقيّة فهم منهَكون خائفون على حياتهم وفقدوا الرغبة في مواصلة الحرب وينتظرون بفارغ الصبر قرار القيادة السياسية بوقفها والعودة إلى ديارهم.. وفي المقابل، يزداد عددُ المتطوّعين في صفوف المقاومة، ويقدِم أبطالُها على وضع المتفجّرات لدبّابات العدوّ من المسافة صفر بشجاعة نادرة، وهم يخوضون المعارك ببسالةٍ منقطعة النظير ويُثخنون في العدوّ يوميّا، وإذا تواصلت الحربُ أشهرا أخرى فستحدث الهزيمة الكبرى للاحتلال وسترسم بداية نهاية المخطّط الصهيوني بالمنطقة برمّته.