مشكلة بيرام مع افلام ينطبق عليها المثل الحساني (الكهلة الواعرْ ماهُ العَودانْ امعاهَ، الواعر لفصالْ امعاهَ).
دخل بيرام في صفقة مع افلام، بيرام يريد أصوات أنصارها، وهي تريد هدفا أبعد وهو امتطاؤه لتحقيق غايات إستيراتيجية أقلها تلك الفوضى الخلاقة في نظرها.
افلام لا تؤمن بالوطن الجامع، لكن يفوت على افلام أن المكوّن الواحد لايمكنه شطب باقي المكونات ليصنع وطنَ العرقِ الواحد، خاصة إذا كان أقلية، وأن قدر الجميع هو التعايش في وطن جامع.
يغيب عن إفلام أن التسامح الذي تلقاه في موريتانيا لا تقاه في بلد آخر لمكونها الذي تلاحقه لعنة الجغرافيا كما تلاحق الشعب الكردي الموزّع بين عدة دول.
فات على افلام أن مكونها يتمتع في موريتانيا بكامل حقوقة المدنية والسياسية في وقت لم يعودوا يحكمون فيه السنغال بعد رحيل ماكي صال وشعورهم بالإقصاء والتهميش في بلدٍ الأولوية فيه لشعب الولوف، وفي وقت كذلك يذبّح فيه أفراد شعبهم في مالي دون رحمة أو شفقة من طرف البمباره مدعومين بالفاغنر، وفي وقت تتم فيه تصفيتهم في نيجيريا تحت غطاء الصراع بين مربي الماشية الرحل(الفلان)، والمزارعين المستقرين (أدارا وبيروم وتيف وتاروك) في وسط وشمال غرب نيجيريا وتدور الدائرة دوما على الفلان هناك قتلا وتشريدا.
لتعلم أفلام أنها لن تجد من العافية في أي بلد ما تجده هنا، ومن وجد العافية قيدا تقيد بها (العافية امّونكَه).
بيرام تعاهد مع افلام (فحكمته من النّصْ) لم يعد قادرا على أن ينبذ إليهم في وقت أصبحوا لعنة عليه يحسب عليه عنفهم وتطرفهم وعنصريتهم وهو يحاول التبرؤ والتملص دون أن يفقد دعم قادتهم فأصبح لسان حاله (يا من طلّعني نزلني).
من مأثور حكاياتنا الشعبية حكاية (صفقة الكهلة)، وذلك أن شابا تزوج ابنة عم له فتاة جميلة في مقتبل العمر. وكرعا كأس الصبا وعاشت معه مكرمة مدللة، وذات مرة رأت الفتاة عند كهلة جارة لهم عقدا فريدا أعجبها فتعلقت به، وطلبت من زوجها شراء العقد من عند الكهله، ذهب الشاب إلى الكهلة يساومها على العقد، فما كان له أن يرد طلبا لفتاته الأثيرة.
رفضت الكهلة بيع العقد، لكنها قالت للشاب إنها يمكن أن تهبه العقد لكن بشرط، وهو أن يتزوجها !!
أسقط في يد الشاب ورجع لفتاته، فضحكت وقالت وما المانع تزوجها واحصل على العقد!
تزوج الشاب الكهلة ولزم غرزها ونسي فتاته، مرت الأيام والشاب لا يبارح الكهلة، اغتاظت الفتاة وذهبت إلى أهلها، لكن الشاب ظل يلازم الكهلة، تحركت الوساطات وعقدت الاجتماعات دون جدوى فالشاب لا يعرف سوى الكهلة، فأصبح الشاب مضرب المثل: (الكهلة الواعرْ ماهُ العَودانْ امعاهَ، الواعر لفصالْ امعاه).
حال بيرام مع افلام يذكر بحال الشاب مع الكهلة.
كامل الوحله