خلال عقد ونصف من الزمن تغير الجالسون في الصف الأمامي من المقاعد في الجهاز التنفيذي ألفنا رجالا من الوزن الوطني الثقيل والقواعد الجماهيرية العريضة يتصدرون المشهد وتحجز لهم المقاعد الأمامية في كل مهرجان وعلى كراسي المؤتمرات وقد أبدعوا في فن التطبيل والدفاع عن الأنظمة فانتجوا قاموس موالاة خاصا بهم من قبيل :النصر لمن ..............
وسنحاكمك إن لم تترشح مرة عاشرة .
على الضفة الأخرى من نهر الديمقراطية حيث عنفوان مجاري التيارات المعارضة كانت الحركات الاحتجاجية الصاخبة الراديكالية ذات الشعارات الوطنية الكبيرة المدافعة عن حق المواطن و كرامة الوطن يوجه أمواجها رجال على المبادئ تربوا و في السجون تقوت عيدانهم النضالية كما عرفتهم مدن الربع الخالي من الترف زوارا مهجرين إكراها لا سياحة بسبب إزعاجهم لنظام لا يطرب إلا لنغمات مدحه بما لا يستحق .
تبدلت الكراسي غير الكراسي والجالسون لتتحول المعارضة الناطحة إلى ناصحة فذائبة وأخيرا مدافعة حتى عن بيع الوطن .
إنها لعبة المصالحة وبذل الجهد للولد وحجز المقعد الأمامي للأب ورفاقه في الدرب المعارض.
فمن ساءه زمن المعارضة سرته أيام التطبيل .
المصدر/ صفحة الكاتب