١- عاش محمد ولد مولود عمره مناضلاً، عانى القمع و التهميش و النفي في سبيل قناعاته السياسية، وظل حتى الآن محتفظا بتاريخه الناصع، النقي، الذي لا تشوبه شوائب الانتفاع و لا أدران الارتزاق، فهل سيغض الطرف و هو في هذه السن عن شخص يريد أن يرميه بدائه و ينسل، فيقذف زوراً وافتراءً حبره الأسود على ثوبه الأبيض، و البياض قليل الحمل للدنس؟ و إنما يحمي الكريم عرضه و دينه..
٢- ألن تعذروا شخصاً نافح و كافح دون ماله، إن أراد الاستيلاء عليه مغتصب أو سارق.. حتى و إن أسلم روحه دونه.؟.. هناك أشخاص -وظني أن منهم ولد مولود - تهمهم سمعتهم أكثر مما يهمكم المال.؟
٣- اشتهر ولد مولود بالعفة عن المال الحرام، و ناضل السنين ذوات العدد عاصباً على بطنه حجراً، عاضاً على مبادئه نواجذه، غاضاً الطرف عن إغراءات المال الحرام، فهل ترونه في هذه السن، وقد أخذت الأيام من صحته و مُنّته، سيرضى بعد شيب القذال وابيضاض المسحل بالدنية في دينه وديناه و قناعاته الطلائعية؟!
٤- مَنْ المرشح (عمدة كان أم نائبا أم رئيساً أم غيرهم) لم يتلق المساعدات المالية في حملاته الانتخابية..؟! ألم يدعم ولد بوعماتو كل حملات أحمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير الرئاسية.؟! أو لم يغدق على بيرام ما أربى على نصف مليار أوقية.؟! و أين أموال الأخوان المسلمين التي كانت و لازالت تموّل حزب تواصل.؟.. و أين نحن من تبرعات رجال الأعمال التي تسح كالوابل الهتان على حملات مرشحي الأحزاب الحاكمة؟!.
٥- قد يغض أحدنا الطرف عن من يلقي الاتهام جزافاً، ولغو القول على عواهنه، و لكن حين يقول متهمك إنه "يملك الدليل" أو يشهدك على قوله، و كأنكما تمالأتما على اقتراف الخطيئة معاً، فيحثو بذلك ظلماء التشكيك في عيون البرءاء، أفلن يكون عليك أن تقيم الحجة على المدّعي بإظهار انعدام البينة.؟!..
أعرف ولد مولود و بيراماً، و قد تعودت من الأول صدقاً ومصداقية، و عهدت من الثاني كذباً يجري منه مجرى الشهيق و الزفير..