السلام عليكم السيد رئيس الجمهورية : أشارككم بعض التساؤلات التي طالما طرحتها عليكم، لا أبحث لها عن أجوبة بقدر ما أدعوكم إلى التأمل فيها، عندما تستقلون طائرة عسكرية، في زياراتكم لداخل البلاد، وتحلق بكم فوق مثلث الفقر وآدوابة وكثير من المدن، التي تفتقر إلى أبسط مؤهلات المدن الحديثة.
1. هل تعلمون، السيد الرئيس، أن النخب التي تستقبلكم اليوم في لبراكنه وبالأمس في النعمة وولاته وفي كل الولايات الداخلية، كانت تتسابق لاستقبال محمد ولد عبد العزيز بكل حفاوة وتتنافس في إظهار كامل الولاء له، وتكرر له نفس القصائد وخطابات الإشادة والتثمين ؟
2. هل تصدقون فعلا ولاء هذه النخب التي تستقبلكم في الداخل، بعد أن شهدتم على سلوكها مع سلفكم، قبل وبعد خروجه من السلطة ؟
3. هل تعلمون أن أغلب هذه النخب ساهمت في إنتاج وتنفيذ نهج العشرية المبني على الفساد، وهل تعتقدون أنها قادرة على أن تنتج شيئا مختلفا عن كل ما حققته سابقا؟
4. هل تعلمون أن جشع النخب الفاسدة لا حدود له، وأنكم لن تكسبوا ثقتها ما لم تعطوها الحرية المطلقة لنهب الدولة أو ما تبقى منها ؟
5. هل تدركون أن هناك نقمة كبيرة لدى الشعب ضد النخب الحاكمة، وأن هناك إحباطا عميقا وتذمرا واسعا من سياسة توزيع الامتيازات والوظائف على نفس النخب التي أثبتت فشلها في الاستجابة لتطلعات المواطنين الملحة ؟
6. هل تعلمون أن المواطنين الذين حشدوا لاستقبالكم تم تجنيدهم خصيصا لهذا الغرض، وأن مظاهر الحفاوة ليست عفوية، وأن الأغلبية الصامتة من الشعب الموريتاني سئمت هذه الزيارات الكرنفالية وتنظر إليها بكثير من الازدراء إذ لا تنتظر منها أي شيء؟
7. هل تعلمون أن هذه الزيارات تساهم في تأجيج الصراعات المحلية والنعرات القبلية، وترسخ ثقافة الانتماء إلى القبيلة والجهة على حساب المواطنة والدولة، وأن كسب ولاء الوجهاء وممثلي الشرائح يكون دائما على حساب مصلحة الوطن والمواطن ؟
8. هل تعلمون أن هذه الزيارات هي عبارة عن نزهة موسمية لنخب تفرغ زينة ومن يدور في فلكها من بشمركة ومطبلين، يجوبون فيها ولايات الداخل، على متن قوافل من سيارات الدفع الرباعي الملوثة للبيئة، أمام أعين الفقراء والبؤساء والمحرومين والمهمشين، الذين يعيشون في مناطق لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة؟
9. هل تعلمون أن كل الأنظمة التي سبقتكم كانت تلجأ لهذه الجولات الفولكلورية عندما تحس بنقص حاد في شعبيتها أو لا تكون إنجازاتها على المستوى المطلوب، أو في الفترات ما قبل الانتخابات، لضمان ولاء الوجهاء؟
10. هل تعتقدون أن الزيارات في موريتانيا الأعماق يمكن أن تقوم مقام برنامج متماسك وطموح يرسخ المواطنة ودولة المؤسسات وتكافؤ الفرص ويطلق العنان للمواهب والطاقات، خاصة لدى الشباب ؟
11. هل تعتقدون أن تدوير المفسدين وتوزيع المناصب على الوجهاء وأبنائهم يمكن ان يحل محل رؤية جادة للإصلاح ؟
12. هل تهدف الزيارات الميدانية إلى قياس نبض البلاد والإنصات لانتظارات ومخاوف السكان المحليين، أم أنها تسعى إلى التحضير للانتخابات الرئاسية، عن طريق لقاء الوجهاء ونخب تفرغ زينة ورفع معنويات النظام، في ظل الاحتقان وتدني شعبية الحكومة في المدن، الناتج عن ضعف الإنجازات الملموسة على أرض الواقع؟
13. هل تصدقون فعلا أن تسيير التوازن بين النخب، حسب المحاصصة و التوازنات القبلية والجهوية، كاف ليضمن كسب ثقة الشعب والفوز في الانتخابات ؟
14. هل فكرتم يوما في كسب ثقة المواطن عن طريق محاسبة وتحييد المفسدين وتحسين الحوكمة والقضاء على الفقر والبطالة و حل المشاكل المتعلقة بتوفير الخدمات الأساسية، بدءا بالماء والكهرباء للجميع، وبناء نظام صحي وتعليمي فعال ؟
15. هل تراهنون على جهل و صبر الشعب المغلوب على أمره ليقبل بالبقاء في هذه الظروف إلى أجل غير مسمى، وهل تدركون ضرورة تدارك الأمر قبل فوات الأوان، لكي لا تعصف تداعيات اليأس والقنوط باستقرار البلد ؟