وزراء لكن أغبياء /عمار يزلي

7 نوفمبر, 2023 - 14:43

الغباء مع التطرف، يفضح الأسرار، ويُخرج ما هو مكتوم خارج الدار. هذا أهم ما يمكن استخلاصه من دعوة وزير “التراث” الصهيوني “عميحاي إلياهو” لضرب غزة بقنبلة نووية؛ فالرجل العاقل، إن كان من عائلة الآدميين أو من فصيلة “البابوان”، هذا قبل كل شك، ثم إن كان رجلا في المقام الثاني، وهو مشكوك فيه أيضا، وثالثا إن كان عاقلا، وهو ما ليس فيه أدنى شك بأنه ليس كذلك من شيء، هذا الكائن، الذي توزر وزر التراث، أي التاريخ والثقافة والحضارة عبر حزب متطرف رئيسه معه، اليوم يمثل الكائن الثاني في حكومة هذا الكيان الأخرق المجنون، العنصري “إيتمار بن غفير”، هذا الكائن المجهري الفيروسي، بكلامه هذا عن القنبلة النووية، يكون قد اقترف ثلاثة أخطاء بحجم رأسه الضخم ومخه الضحل الضئيل، وأضر بكيانه وخدم القضية الفلسطينية من حيث لا يعلم، مما يثبت غباءه، وقد قال ذلك بنو جلدته قبل أن يقولها عنه الآخرون.
غبي، لأنه، أولا، فضح “سرا مفضوحا”، طالما عملت عليه دولة الكيان، ومن الخمسينيات والكل يعرف أن ديمونة في صحراء النقب، بها مقر المفاعل النووي الصهيوني، وتاريخه معرف والدور الفرنسي في إنشائه معروف، والكل يعلم بالتقريب حتى كم يمتلك الكيان من رأس نووية. لكن السياسة الصهيونية و”الغموض النووي” الذي تتبناه دوما بمساعدة الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب، تجعل الكيان يبدو وكأنه مسالم بين جيران أشرار، لهذا يعتمد على “الردع” في التكتم عن شيء مفضوح، فضحه “مردخاي فعنونو”، التقني الذي كان يعمل في المفاعل وفضح كل شيء بالوثائق وقضى 18 سنة في سجون الاحتلال لكشفه هذه الأسرار.
بهذا يكون الوزير الأحمق “إلياهو”، قد أكد من جديد للعالم أنه الكيان يملك ترسانة نووية، وأكثر من ذلك، يدعو لاستعمالها ضد المدنيين في غزة والمنطقة ككل. وهنا، جن جنون بني “فروته”، لأنه فضحهم أمام العالم، الذي عليه الآن أن يفعّل آليات الوكالة الدولية للطاقة النووية لتفتيش مفاعل ديمونة وغير ديمونة في دولة الكيان، كما يُفعل مع إيران وكما فعلت مع العراق وفي غيرها من البلدان.
الأمر الثاني الذي جيّش المواقف الصهيونية ضده، ليس لكونه طالب بمسح غزة بقبلة نووية، وليس خوفا ولا حبا في شعب غزة ولا مصر ولا العرب، بل خوفا على أسراه ومحتجزيه الذي هددهم الوزير المجنون بالتصفية كلهم رفقة 2.3 مليون نسمة من سكان غزة.
الحماقة، لا تجلب خطأ واحدا بل سلسلة من الأخطاء والمثالب، فبالإضافة إلى هذا كله، يعرف هذا الوزير أن جيشه العنصري المجرم قد أسقط فوق غزة وعلى رؤوس شعبها المدني الأعزل ما يعادل قنبلتين نوويتين من النوع الذي أسقطه حليفه وذراعه وسنده بالأمس واليوم وغدا، الولايات المتحدة في 1945، يعني إسقاطا على ذلك بالنسبة للكيان وهذا المعتوه من فئة الوزراء في حكومة الاحتلال، هذا يساوي عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، ومن ثم، وجب الرد بـ”هروشيما” و”ناغازاكي” ثانية، متناسيا أن هذا ما حدث فعلا في شمال غزة ووسطها وجنوبها، وأن العدوّ قد أسقط على غزة ما يعادل قنبلتين نوويتين خلال شهر، فأي حماقة أكبر من هذه؟ مهما كانت الوحشية والإجرام الصهيوني، فستخرج المقاومة وغزة برمتها، من تحت الرماد، شامخة كما كانت دوما.