فوق راحلته المجهزة على الطريقة التقليدية القديمة يتمايل عالي ولد أسويدي، فرحاً وهو يشارك بجمله المفضّل في تجمع "أمجبور" الذي سيّرته مجموعته القبلية للتعبير عن موقفها السياسي، وتأكيد محورية دورها الاجتماعي، في إحدى مقاطعات
نواكشوط عاصمة فتية تجمع بين عالمين، عالم الحضارة الحديثة بشوارعه الراقية ومبانيه الشاهقة، وعالم آخر هو عالم البادية بمسلكياته وأنماط حياته التي اصطحبها السكان القادمون من قرى الريف إلى العاصمة.
هذا التزاوج بين الحداثة والبداوة في أذهان الريفيين القادمين للمراكز الحضرية، يتجلى في مظاهر عديدة بينها الخيم التي تضرب أطنابها على سقف الفيللات الراقية وبينها النوق المعقولة عند بوابات المنازل في أرقى أحياء العاصمة.
عندما تميل شمس العاصمة الموريتانية نواكشوط نحو الغروب ويحل "الدحميس" بلهجة أهل البلد، تبدأ حركة المرور على طريق نواكشوط أكجوجت بالازدحام الذي يصل حد الاختناق، ويجد العابر صعوبة شديدة في التقدم بسبب وقوف السيارات على جانبي الطريق وقوفا فوضيا، مما يزيد الأمر تعقيدا، وهذا هو وقت عودة قطعان الإبل من مراعيها ووقت شراء حليبها الطازج.
قبل وقت الغروب بقليل، تحمل الأربعينية لال بنت سالم إناءً كبيراً فوق رأسها يسمى "التبصيل"، وقد ملأته بـ "الكسكس" الذي يعد من أهم الوجبات الغذائية لدىالموريتانيين وأكثرها رواجاً.
يتوفر لاعزيزة بنت إبراهيم -الطفلة ذات العشر سنوات- كل ما يتوفر لقريناتها من وسائل الترفيه الحديثة، وتعيش وأسرتها في انسجام تام مع مجريات الحياة العصرية، وما تقدم من إمكانيات وفرص للتسلية عبر شاشات التلفزيون والحواسيب والهواتف الذكية المرتبطة بشبكة الإنترنت.