وأين إذن دولة المؤسسات يا معالي الوزير؟؟؟!!

9 يوليو, 2023 - 12:08

نقلت وسائل الإعلام عن وزير المياه والصرف الصحي السيد إسماعيل ولد عبد الفتاح قوله:
 "إن التساقطات المطرية التي عرفتها العاصمة نواكشوط فجر السبت مكنت من تحديد النواقص والمشاكل المطروحة من أجل التغلب عليها في المستقبل القريب"..
هذا التصريح يترجم واحدة من أكبر وأسخف المشاكل التي يعانيها العمل الحكومي في موريتانيا منذ عقود؛ حيث كل وزير وكل مسؤول عمومي يأتي ليتجاهل أداء كل من سبقه، أو حيث لا استمرارية للعمل الإداري في هذا البلد، ولا صلة تربط بين السابق واللاحق، ولا مواصلة لنهج السلف حين يأتي الخلف!!!

نعم؛ إن تصريح معاليه يعني بأكبر قدر من الوضوح أحد أمرين لا ثالث لهما:
-- فإما أن العاصمة نواكشوط عرفت نزول المطر لأول مرة فجر أمس السبت ولم تعرفه قبل ذلك قط؛ ولذلك لم يتح للحكومة والمسؤولين معرفة و"تحديد النواقص والمشاكل المطروحة من أجل التغلب عليها في المستقبل القريب"؛ أو في المستقبل البعيد!!..
-- وإما أن الوزير الجديد لم يجد أثرا لعمل الوزراء الذين سبقوه، وبالتالي قدمت له السماء هدية عظيمة حين أمطرت عاصمتنا عشية تعيينه؛ حتى يتاح له معرفة ما عرفه سابقوه؛ لكنهم رحلوا بمعارفهم وبخلوا على خلفهم حتى بوثيقة توثق بعض ما تعلموه من تجارب العاصمة المريرة مع الأمطار الغزيرة!!
على كل حال يحسب للوزير أنه وحده من استطاع في يوم واحد تحديد النواقص والمتطلبات التي عجز عن تحديدها أسلافه على مدى عقود، وأكثر من ذلك أكد أنه سيتم التغلب عليها في المستقبل القريب، رغم عجز عشرات الحكومات عن التغلب عليها خلال ستة عقود..

يا ناس..
#نريد #دولة_مؤسسات

محفوظ الحنفي