فروق جوهرية بين قطاع تعليمنا وقطاعات أخرى

2 أكتوبر, 2022 - 17:31

1) بين التعليم والجيش
- في الجيش ينخرط المواطن بهذا القطاع وهو يحمل أحلامه وآماله التي تكبر أو تصغر بحسب همة المعني وكفاءاته. 
إن المنخرط يدخل هذا القطاع وهو يعي جيدا صعوبة الطريق الذي قرر السير فيه وكثرة تحدياته وأشواكه ومتاعبه.
لكن أصحاب الكفاءات والهمم العالية؛ لا يلتفتون لشيء من ذلك؛ فقد حددوا لأنفسهم هدفين عظيمين:

هدف خدمة المجتمع وحماية الوطن؛ ويا له من هدف عظيم.

ثم هدف الوصول لأعلى المراكز والرتب العسكرية، وهو هدف يعني الوصولُ إليه؛ بلوغَ أعلى مستويات النفوذ المعنوي والرفاه المادي.

- وفي التعليم؛ يبدأ الخريج التفكير في ما ينتظره إذا اختار الخدمة في هذا الحقل الشريف..

إنه يفكر أولا في خدمة المجتمع وبناء الوطن؛ فيتذكر كل ما يعرفه من تعثر جهود هذا إصلاح هذاالقطاع، وما يعانيه المخلصون فيه من تهميش ومن ضغوط النافذين كي يلقوا وراء ظهورهم كل المبادئ الوطنية والمثل الأخلاقية؛ إن كانوا يحلمون فعلا بالترقي في سلم القطاع ومراتبه.
ثم يفكر في أفضل ما يمكن أن يحققه لنفسه من مكاسب؛ فلا يرى أفضل من أن يبلغ أعلى درجات سلم هذا القطاع.
لكنه حين يسأل عن تلك الدرجة؛ فسيعلم أنها رتبة "مفتش تعليم"..
وحين يلقي نظرة على واقع تلك الفئة من الموظفين؛ يصدمه الواقع ويتحول في عينه إلى عصا تنهره وتحذره عواقب الولوج لهذا الميدان..
إذ المفتشون هنا؛ بلا صلاحيات، ولا علاوات تذكر، ولا هيبة تحفظ، ولا ظروف مادية تستدعي الغبطة.. بله الحسد...
فلا نستغرب إذن أن يتجنب أكثر المتميزين الموهوبين ولوج هذا القطاع، مقابل كثرة إقبال ضعاف المستويات الدراسية عليه.

2) وبين التعليم والمالية
تحدَّثْ عن ظروف وعلاوات وامتيازات أي مفتش في قطاع المالية؛ وانظر كيف ستُسيل لعاب السامعين، ثم تحدث عن ظروف وعلاوات وامتيازات أي مفتش تعليم؛ وانظر كيف ستثير قرف واشمئزاز السامعين..

إنها مجرد بعض الأمثلة، يمكنك؛ بناءا عليها؛ أن تبني موقفا متبصرا من أي جهد أو حديث أو دعوة أو دعاية بشأن إصلاح نظامنا التربوي، ومن أين وكيف يجب أن تبدأ..

ولله الأمر من قبل ومن بعد
#أنصفوا_المفتشين
محفوظ الحنفي