وجودنا كمسلمين في مجتمعات غربية بعيدا عن بلاد المسلمين ، يستلزم منا فهم المقاصد العامة للشريعة الإسلامية (حفظ الدين ، حفظ النفس ، حفظ العقل ،حفظ النسل ، حفظ المال )**وخلاصة هذا الفهم أن يكون صحيحا شرعا ويوافق الواقع الذي نعيش فيه كمسلمين موحدين لنا تصور حقيقة لا مسألة ظنية نبني عليها طريقة حياة تناسب الحياة ولا تناسب الدين . فالدين بالوقت الذي ألزمنا بالعبادة لله وحده واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، بفهم السلف الصالح، هو نفسه الذي علمنا كيف نتصرف مع غير المسلمين في بلدان غير مسلمة .وهذا المبدأ تحقق منذ فجر الدعوة إلى الله ، في أول هجرة للمسلمين الى بلاد المشركين . لذا يستلزم من المسلم المعترض في بلاد الغرب والتي لا تدين بالدين الإسلامي، أن يفهم الواقع العام للمسلمين ويفهم معنى المصلحة العامة للشريعة الإسلامية في بلاد المشركين، ذلك إننا كمسلمين على درجات متفاوتةومتباينة في فهمنا للدين الإسلامي الحنيف، وذلك ليس قاصرا في البلاد الغرب ، بل ويشمل بلاد المسلمين
أنفسهم . وعلينا أن نفهم وندرك حقيقة قد تكون غائبةعن الكثير ، وهي أن الدعوة الصحيحة والمعتبرة إلى دين الله هي في الأصل أختيار رباني ، والذي ألزمها قول الحق هو قادر على نصرها . وهذا تجده عند أهل التوحيد الخالص ، وأولئك الذين يستخدمون الأحكام الشرعية الصحيحة وفق الكتاب والسنة وفهم واقع المسلمين لاستدراجه الى فهم السلف الصالح ، مع مراعاة الاجتهاد في مسائل الخلاف لفهم الواقع . وهذا غير مسموح به والعمل فيه لكل من ملك الشرع البسيط أو استطاع فهم بعض الأحكام الشرعية في الفروض ، بل هذا يعتبر من الأخطاء الجسيمة والعلل المريضة ، التي تؤدي الى التصادم مع باقي الأجناس والثقافات من غير المسلمين، ناهيك عن كون هذا الفعل هو حاصل في بلاد المسلمين أنفسهم . لذا العلاج الحقيقي والذي فيه الشفاء ، هو بما استودعه الله من فهم صحيح في قلوب رجال خصهم بهذه المهام . والبحث عنها كحقيقة افضل من الخوض في الظنون . لذا يستلزم من المسلم أن يبحث عن ضالته عند أهل الحقائق ، وعندما نقول البحث ؛ يعني العمل والجد والسعي وطلب الهداية للصراط المستقيم ، فالحقائق كالشمس منتصف النهار ، لكن غشاوة القلوب أصبحت اعظم من غشاوة الأبصار.
والله أعلم.
كتب : محمد الأحمد المشهداني
رئيس مركز الصحابة الثقافي
عضو المركز الدولي للدعوة والعلوم الإسلامية.