
تواصلت في موريتانيا أمس ردود الفعل داخل الأحزاب السياسية والمبادرات الشعبية المشيدة والمرحبة بقرار القمة الإفريقية الأخيرة تعليق منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد، وتشكيل لجنة مكونة من سبعة رؤساء دول لدراسة الموضوع في وقت لاحق.
وأكد حزب الصواب (بعثيو موريتانيا) في افتتاحية الصفحة الرسمية للحزب “أن الأفارقة برفضهم للنسخة المقترحة لهم من التطبيع مع الكيان الصهيوني، بقبوله مراقباً في تجمعهم القاري، يتأكد حجم الإحساس بالحرية لديهم ونبض المروءة ونصرة القضايا العادلة لدى أبناء هذه القارة السمراء التي تحدى رؤساؤها بطائراتهم الشخصية حصار أمريكا على ليبيا في تسعينيات القرن الماضي بعد أن أذعن له العرب، كما أن الأفارقة الشرفاء بوقفتهم هذه منعوا البقايا الشريفة في ضمير البشرية من الزوال والتلاشي”.
وأضاف حزب الصواب: “وسيكون أمام قادة القارة الإفريقية من التحديات الكثير، ثمناً لموقفهم الإنساني الكبير، لكن باستطاعتهم تطويعها والتغلب عليها وتجاوز أوضاع بلدانهم الاقتصادية والأمنية، وتخطي حالة عدم الاستقرار الداخلي والحدودي بمزيد من الوحدة والتعقل والاعتماد على الذات وعلى دعم الأمم الصديقة النقية من لوثة الماضي الاستعماري العنصري ومشاريعه النشطة التي تمثل الصهيونية أقوى حواضنها في العالم اليوم”.
“وعلى موريتانيا، يضيف حزب الصواب، أن تلعب دورها اليوم في هذا التوجه، وهي قادرة عليه، وعلى تقديم المبادرات الخلاقة نحو وحدة الأفارقة واندماجهم وتسوية خلافاتهم البينية ودعم مناخات الديمقراطية في أوطانهم”.
وتابع الحزب: “فإفريقيا بما تحتضنه من موارد تسيل لعاب القوى العالمية وبما تحويه من حضارات ورموز وتاريخ مشرق مؤهلة لأن تنقذ العالم من لوثة الهرولة نحو التطبيع مع مرتكبي الجرائم الإنسانية التي يريد بعض بني جلدتنا أن نذعن لها وتصبح عقيدتنا الجديدة”.
وزاد: “كانت أراضي القارة الإفريقية حاضرة في أذهان مؤسسي الكيان الصهيوني وضمن خياراتهم الأولى لإقامة دولة الاغتصاب اليهودية، وبعد عدولهم عن أوغندا إلى فلسطين السليبة، اتجهت استراتيجياتهم إلى كيفية يستطيعون بها تحويل البحر الأحمر إلى مياه صهيونية تشرف أساطيلهم من خلالها على ممر مائي يربط بين ثلاث قارات، من ضمنها القارة الإفريقية الغنية بثرواتها البشرية والطبيعية، قبل أن تواجه مخططاتهم ثورة يوليو 1952 وتتحول إفريقيا تحت تأثير خطاب جمال عبد الناصر الثوري إلى واحدة من أقوى منصات دعم التحرر العالمي، في زمن كان الفكر السياسي العربي يقظاً في صياغة مفهوم الأمن القومي العربي ويدفع بالتحولات والمناخ الإقليمي والدولي وتوازناته إلى ما يخدم تصور وأبعاد هذا الأمن”. وأضاف حزب الصواب: “ورغم كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو، بقي التطبيع مع كيان إرهابي جريمة أخلاقية في وجدان أغلب شعوب العالم، حتى وقع الانهيار الذي بدأ باحتلال وتدمير العراق وواصلته ثورات (برنار ليفي)، وتحت دخانه سرى حريق التطبيع بوقاحة في أحراج ومروج كانت في نظر كثيرين خارج غابات الاستهداف التقليدية؛ وتحولت أمة بكاملها إلى صفر حضاري يستجدي موائد عدوه ويبادر بعضه لمساعدته في مد شبكاته حول القارات الخمس، ليزيد منع الضمائر من التقاط صرخات الفلسطينيين البائسة، وصباحات تغتسل بالأسى من محتل أصبح بَعضُنَا لا يرضى بأن يُعطى وصفه الحقيقي، وهو الاستيلاء على أرض فلسطين وطمس هوية شعبها استناداً إلى حجج واهية تعود إلى عصر الطوفان”. وكان الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني قد أشاد أول أمس بالقرار الذي اتخذه قادة الاتحاد الإفريقي بتعليق منح إسرائيل عضوية مراقب في الاتحاد.
وأكد الرباط الوطني في بيان له “أن هذه الخطوة تأتي انسجاماً مع الدور الإفريقي في نصرة القضايا العادلة بصفة عامة وقضية فلسطين بشكل خاص، وانسجاماً مع دور إفريقيا في مواجهة الاستعمار الذي عرفت المنطقة ويلاته ومآسيه”.
وأشار الرباط، وهو هيئة شعبية مناصرة للشعب الفلسطيني، إلى “أن هذا القرار يأتي كذلك استجابة لموقف الأفارقة من الكيان الصهيوني الغاصب والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في تصديه للاحتلال الصهيوني”. وأضاف البيان: “نحيي الاتحاد الإفريقي على هذه الخطوة الجبارة، ونثمن عالياً مواقف الدول التي أبلت بلاء حسناً في سبيل تعليق منح الكيان الصهيوني صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي، ونخص الدور البارز لحكومتنا الوطنية، كما نثمن دور الحكومة الجزائرية الشقيقة ونقدر أي أداء متميز في هذا السياق”. ودعا الرباط في بيانه “الأفارقة لمزيد من رص الصفوف دعماً للقضية الفلسطينية بشتى الوسائل، ومواجهة للتطبيع في القارة بمختلف أشكاله”. كما أشاد الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني، في السياق نفسه، ببيان منظمة العفو الدولية الذي اعتبر فيه الكيان الصهيوني كيان فصل عنصري”، مؤكداً “أنه أقل توصيف لهذ الكيان”.
واعتبر الرباط “أن قرار الاتحاد الإفريقي وبيان منظمة العفو الدولية، انحياز جلي للعدالة، وانتصار لصوت الحق ودعم للشعب الفلسطيني الذي يواجه غطرسة وظلم الكيان الصهيوني”.