السياحة في موريتانيا: شكوى المغبونين وتظلمات المرشدين

6 فبراير, 2022 - 22:44

اشتكى المرشد السياحي الكبير الداه دندو مما وصفه بالغبن والإقصاء الذي يعانيه العديد من الأدلاء والمرشدين السياحيين الموريتانيين؛ فضلا عن سياسة التمييز غير العادل في التعامل مع المدن السياحية الموريتانية ومع سكانها.

وقال ولد دندو في مقابلة مع "ميثاق"؛ إنه أحد شهود وضحايا السياسات الخاطئة المتبعة في القطاع؛ حيث دخله منذ العام 1993 كمرشد سياحي، ورافق مختلف الفرق السياحية داخل البلاد مع قرابة عشر شركات ناشطة في الميدان، واستفاد من عديد التكوينات في مراكز تدريب وتكوين مختلفة وعلى جميع أوجه النشاط السياحي بما في ذلك مرافقة السياح ومعاشرتهم؛ وحتى التكوين على تقديم العلاجات الأولية للمرضى والمصابين خلال الرحلات السياحية، وشارك معه العديد من زملائه المرشدين في تلك التكوينات الهامة ولفترات طويلة؛ ما جعل الدولة الموريتانية تعترف بهم كأدلاء ومرشدين مكونين ومدربين، وكأصحاب تجارب وخبرات غنية في هذا المجال؛ فأرسلتهم في بعوثها للمشاركة في العديد من المهرجانات كمهرجانات المدن التاريخية أو مدائن التراث، وذلك تحت إشراف المكتب الوطني للسياحة.

وأضاف ولد دندو أنه ظل على هذا الحال حتى العام 2007؛ حين توقفت الرحلات السياحية إلى موريتانيا بسبب أحداث ألاك.

وحين استؤنفت هذه الرحلات بعد ذلك؛ يقول الداه ولد دندو؛ تم تهميشنا، وسدت أبواب المشاركة في وجوهنا مع عشرات المرشدين الأكفاء المكونين والمدربين، واقتصر التعامل على مجموعة قليلة منا دون سبب وجيه أو مبرر مفهوم. ولما حاولنا طرح قضيتنا وتظلمنا على الجهات المعنية وجدنا كل الطرق مسدودة وكل مسؤول يتملص بطريقته الخاصة من مسؤولية الواقع الذي وجدنا أنفسنا فيه؛ حتى لم نعد نعرف ما هو الطريق الذي علينا أن نسلكه لرفع الظلم عنا؛ خصوصا في ظل عدم وجود نقابة للمرشدين تتطلع بمسؤولية الدفاع عنهم وحماية حقوقهم من العبث أو الضياع.

وأوضح الداه ولد دندو أنه تمكن بعد ذلك من الالتقاء بمدير المكتب الوطني للسياحة وشرح له مظلمته ومظالم زملائه المقصيين؛ "فوعدني بحل المشكل ورفع الظلم عن المتضررين؛ لكن شيئا من ذلك لم يحدث، وحين عاودت الاتصال به مجددا بصفتي متحدثا باسم "فريق أدلاء موريتانيا" المكون من 41 مرشدا سياحيا، لم أجد سوى وعد جديد بحل مشكلتي ومشاكل باقي المعنيين.. لكن دون أن يتحقق شيء من ذلك أيضا".

ولخص المرشد الداه مطالبه بالقول:

"إنني أريد الحصول على حقوقي؛ لا غير.. وأريدها كاملة.. إنها حقوقي المستمدة من وطنيتي، ومن خبرتي، ومن تجربتي الميدانية، ومن كفاءاتي، ومن إسهاماتي وتضحياتي المعلومة في خدمة وطني وفي النهوض بالقطاع قرابة ثلاثين سنة كرستها كلها لخدمة قطاع السياحة في بلدي.. والكل يعرفني ويعرف ذلك عني وفي مقدمتهم الوزارة الوصية، والمكتب الوطني للسياحة، وجميع العاملين في القطاع".

وخلص ولد دندو إلى التذكير بحال مدينة شنقيط وما رأى أنه غبن لها هي الأخرى في هذا المجال؛ قائلا:

"أشير إلى أن مدينتي؛ بل مدينتنا جميعا: شنقيط، قد وجدت هي الأخرى نصيبها من هذا الحيف والغبن والتهميش؛ حيث لا يسمح للسياح بقضاء ليلة واحدة فيها، وصناعها التقليديون ونساؤها لا يستفيدون من الموسم لبيع منتجاتهم وعرضها في ظرف ملائم؛ فهي محرومة من مكان للعرض كالذي تمت إقامته مؤخرا في مدينة أطار مثلا؛ حيث يقام مخيم سنوي لعرض المنتج السياحي يستفيد منه سكان عاصمة الولاية وفئاتهم الهشة..

لذلك أرجو أن تمنح عناية خاصة لهذه المدينة الأم ولمرشديها ولمنتجاتها، وأن تمنح لهم الأولوية والأسبقية كمستهدفين يجب أن يحققوا أكبر استفادة متاحة من قطاع السياحة ومن مواسمه المختلفة.