موريتانيا تواصل التصدي لعاصفة كورونا ومعدل الوفيات يصل إلى 1,62%

21 يناير, 2022 - 12:22

تواصل المصالح الصحية الموريتانية بدعم صحي دولي، جهودها للتصدي لموجة متحور “أوميكرون” سريع الانتشار التي تعصف بالسكان في العاصمة بأرقام كبيرة وفي الولايات الداخلية كذلك.
ومع أن غالبية الأعراض المسجلة أعراض خفيفة، ومع ملاحظة اتجاه منحنى الإصابات نحو الهبوط قليلاً، إلا أن التخوف قائم من أن تتسبب النسخة المنتشرة حالياً في إجهاد عام للسكان، قبل أن يتعرضوا وهم منهكون، لهجوم نسخة متحورة أخرى يتوقع أن تكون أكثر فتكاً.
وأعلنت وزارة الصحة الموريتانية في آخر حصيلة لها عن تسجيل 438 إصابة جديدة بالفيروس كورونا مع تسجيل 1175 حالة شفاء و3 حالات وفاة.
وأكدت النشرة اليومية حول الوضعية الوبائية في موريتانيا “أن حالات الإصابة النشطة وصلت إلى 10435، فيما بلغ مجموع عدد الإصابات منذ بدء الجائحة إلى اليوم، 56296 إصابة من بينها 44947 حالة شفاء و914 حالة وفاة.
وأظهرت بيانات وزارة الصحة الموريتانية أن 38 شخصاً توفوا خلال الأسبوعين الأخيرين، جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وسجلت أعلى حصيلة رسمية للوفيات بالفيروس في موريتانيا، يومي 14 و16 من الشهر الجاري، حيث سجلت مصالح وزارة الصحة 5 وفيات بسبب الوباء.
وتتحدث إشاعات متداولة عن وفيات أكثر لم يسجل ذووها ضمن الإحصائيات الرسمية.
وأكدت وزارة الصحة الموريتانية في آخر بياناتها المحدثة “أن معدل الوفيات بكوفيد19، وصلت إلى 1,62 في المئة، من إجمالي الحالات المسجلة منذ ظهور الفيروس في عام 2020.
وأضافت الوزارة “أن معدل الحالات النشطة بالفيروس بلغ 18.54 في المئة، أغلبها في ولايات العاصمة نواكشوط التي سجلت وحدها معدلاً بلغ 20.24 بالمئة”.
وكان وزير الصحة الموريتاني، سيدي ولد الزحاف، قد أرجع سبب انتشار الفيروس على نطاق واسع في موريتانيا إلى أن “غالبية الحالات غير مسيرة وتعود لأشخاص يحملون الفيروس ولا يلتزمون بالإجراءات”.
وأوضح في تصريح أخير له عن الحالة الوبائية “أن وزارته تراقب منحنى الموجة الحالية”، مؤكداً “أنه لا يمكن الجزم بأن موريتانيا قد وصلت لذروة الموجة ليتاح توقع بتناقص أعداد الإصابات وذلك مقارنة بمعطيات الوضعية الوبائية غير المستقرة في دول الجوار”. وقال “إن أعداد الحالات النشطة في موريتانيا لا زالت مرتفعة، وإن الوزارة أوفدت بعثات لتعزيز قدرات الطواقم الصحية الجهوية لتقديم المقترحات والحلول اللازمة للمشاكل الصحية في الداخل”.
وأضاف “أن فترة الإصابة الحرجة بكوفيد-19 تتراوح من الفترة ما بين 5 إلى 7 أيام، وأنه خلال تلك الفترة قد يكون الشخص حاملاً للفيروس إلا أن الفحوص لا تظهر إصابته بالمرض، وبالتالي فإن تلك الفترات غير مضبوطة لعدم التأكد من إصابته”، منبهاً “إلى أن ذلك لا يرجع لنوعية الفحوصات وإنما لطبيعة الفيروس نفسه وبالتالي فالتشكيك في الفحوصات أمر غير وارد”.
وبخصوص ما أشيع حول صلاحية لقاح “فايزر”، أكد الوزير الموريتاني “أن لهذا اللقاح خصوصية تختلف عن بقية اللقاحات وهي أنه يجب حفظه في شبكة تبريد عالية تصل 70 % وبخروجه من هذه الشبكة يمكن حفظه في شبكة التبريد العادية، لكن يجب استخدامه في فترة لا تتجاوز 45 يوماً”، مشيراً “إلى أن الوزارة لا تخرج إلا الكميات التي سيتم استخدامها بشكل فوري”.
وطالب الوزير “السكان باتباع كل الإجراءات الاحترازية لخطورة الوضعية الحالية بغية الخروج بأقل تكلفة ممكنة من الموجة العاصفة هذه الأيام”.
ودعا وزير الصحة “الجميع إلى الإقبال المكثف على مراكز التطعيم المنتشرة على عموم التراب الموريتاني”، مبرزاً “أن من أخذوا اللقاح هم الأقل عرضة لتداعيات المرض حسبما أثبتته التجارب في المستشفيات الوطنية”.
وتواصل موريتانيا التنسيق مع منظمة الصحة العالمية في جهود مواجهة المتحورات الكورونية، حيث استعرض وزير الصحة الموريتاني، سيدي الزحاف، أمس، الحالة الوبائية في موريتانيا والعالم، مع الممثلة المقيمة لمنظمة الصحة العالمية لدى موريتانيا شارلوت انجاي.
وناقش الجانبان مجالات التعاون بين موريتانيا ومنظمة الصحة العالمية، خاصة في مجال التصدي لكوفيد-19 في ظل الموجة الجديدة التي تتميز بظهور متحور “أوميكرون”، كما تم التباحث بشأن المجالات ذات الأولوية بالنسبة للوزارة مثل الإصلاح الاستشفائي، والأدوية، والتجهيزات، والصيانة والدعم الفني.
وفي السياق نفسه، ناقش وزير الصحة الموريتاني، مع محمد بن عتو، سفير الجزائر في نواكشوط، مجالات التعاون بين موريتانيا والجزائر في مجال الصحة، كما تدارس معه آليات إنجاز بعض المشاريع التي ستنفذها الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي والتضامن والتنمية في موريتانيا.