خطوة جديدة تتجه من خلالها الجزائر نحو العمق الأفريقي، من بوابة موريتانيا، حيث تبدأ بالعمل على إنجاز الطريق الاستراتيجي بين تندوف-الزويرات.
توقيع الاتفاقية
الاتفاقية وقعت بين الجزائر وموريتانيا بشأن الطريق خلال زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد الشيخ الغزواني مساء الأربعاء الماضي بدعوة من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون،، إضافة إلى مجموعة من الاتفاقيات الأخرى.
تأكيد دبلوماسي
أكد سفير الجزائر في موريتانيا نورالدين خندودي، أن إنجاز الطريق الاستراتيجي بين تندوف-الزويرات سيغير ملامح المنطقة برمتها، معلنا عن التوقيع، قريبا، على الاتفاقية المنشئة "للجنة الثنائية الحدودية" بين البلدين، بحسب وكالة الأنباء الموريتانية.
ضمن المشروعات التي يتيحها الطريق الممتد على مسافة 775 كلم في الأراضي، مشروع مجمع شركات وطنية يضم عشر مؤسسات جزائرية من بينها "كوسيدار" للأشغال العمومية.
في هذا الإطار، قال الخبير الاقتصادي الدكتور سواهليه أحمد، في مقابلة مع "سبوتنيك"، إن العلاقات التاريخية بين البلدين تتيح عملية التكامل بين البلدين في العديد من القضايا.
تقارب ثنائي
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن التقارب بين البلدين جاء في ظل تحديات عدة، خاصة فيما يرتبط بالحدود وعمليات التهريب للممنوعات.
وأشار إلى أن تنمية حدود البلدين تنعكس بشكل كبير على العديد من المستويات الاقتصادية، والحد من الجوانب السلبية التي كانت تحدث على الحدود.
ونوه إلى أن المقايضة المعتمدة على مستوى السلع بين البلدين تزيد عملية التبادل وتذلل إشكاليات المنظومة المصرفية، وتسهل على المستثمرين من الجهتين.
ويرى أن ما يمتاز به الاقتصاد الموريتاني يجعله محفزا للجزائر من أجل ترقية التبادل بين البلدين الذي كان عند حدود 20 مليون دولار، ليرتقي إلى 63، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على البلدين.
وأشار إلى أن رفع درجة التبادل بين البلدين استوجبت العمل على أن يكون الطريق الرابط بين تندوف ومنطقة زويرات ضمن الرؤية الكلية لتوسيع نطاق التعاون بين البلدين.
مطارات وسكك حديدية
لا يقتصر العمل في الجنوب على الطريق الرابط بين البلدين، بحسب الخبير الاقتصادي أنه يمكن العمل على إنشاء مطارات وسكك حديدية في الولايات الحدودية مع ليبيا والنيجر وتونس.
بحسب الخبير الجزائري، فإن الجزائر تسعى للتوسع في شراكاتها مع دول غرب أفريقيا، خاصة في ظل القوة البشرية التي تحظى بها الجزائر، والتنوع الاقتصادي.
وأوضح أن الاتفاقيات شملت الجانب الأمني وحماية الحدود يسعى لخللق ثروة حقيقية للبلدين من خلال استثمار المناجم الحدودية في البلدين.
وقال وزير التجارة كمال رزيق، في وقت سابق، إن ولاية تندوف ستكون بوابة أفريقيا ونقطة قوة الجزائر في الجهة الغربية والتي سيتم من خلالها اكتساح السوق الأفريقية، بحسب "الشروق" الجزائرية.
في الإطار ذاته، قال الدكتور إسماعيل خلف ىالله، إن الطريق يعد المنفذ لتعامل رجال الاستثمار والاقتصاد في الجزائر مع الدول الأفريقية، وواجهة المحيط، ما يجعله وسيلة لخدم الجانب التجاري في الجزائر وموريتانيا.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الطريق تستثمره جميع الأطراف في البلدين وكذلك الدول الأفريقية، بشان نقل البضائع وكافة السلع.
ويرى أن استفادة الجزائر من المشروع تتمثل في استغلال المحطات والخدمات التي تقدم على طول الطريق، الأمر الذي يمثل فائدة كبيرة للجزائر.
بموجب المشروع تتمكن الجزائر من استغلاله في شكل امتياز لمدة 10 سنوات مع تجديد ضمني.
كما تتمكن الشركات المشاركة في المشروع من استغلال محطات الخدمات على طول الطريق.
سبوتنيك