نقطة ساخنة.. أو "وول ستريت" موريتانيا

31 يناير, 2019 - 10:27

نقطة ساخنة"، سوق شعبية نشأت في غمرة توجه موريتانيا إلى الاقتصاد الحر. كانت في بداياتها عبارة عن محلات عدة لتجارة الهواتف المحمولة "الجوالات" تُدار فيها صفقات محفوفة بالمخاطر.

وتَكشف القصص التي يرويها أوائل روادها، أن الكثير من اللصوص وجدوا في هذه السوق التي كانت تعج على مدار اليوم بالحركة والنشاط، فرصة لتحويلها إلى مكان للتحايل على الزبائن الذين كانوا يضعون ثقتهم التامة في أي بائع يستقبلهم عند الفضاء الخارجي للسوق.

ومع مرور الوقت، امتصت السوق التي أصبحت مركزاً لتجارة الهواتف المحمولة، كل الضربات التي استهدفت تلويث سمعتها، واكتسبت مناعة ضد الكساد جعلتها تستقطب المزيد من الأموال و تدفع بالشباب العاطل إلى اقتناص الكثير من الفرص التي بدأت تنشأ من خلال تزايد استهلاك "الجوالات" في البلاد.

ويقول فاضل (صاحب ومدير محلات في السوق) إنه لم يتوقع في البداية أن يحدث نشاط مثل بيع الهواتف المستعملة أو إصلاحها، أي أثر إيجابي في حياته، لكنه بعدما بدأ يحقق دخلا يتجاوز في بعض الأيام 200 دولار أميركي، غيّر فكرته حول الموضوع.  واستطاع فاضل من خلال الأرباح التي كان يتكسبها من عمله البسيط، سداد نصف دينه بعدما تمكن قبل ذلك من بناء منزل وشراء سيارة.

واليوم يدير ثلاثة محلات للإلكترونيات، أحدها لإصلاح الهواتف المحمولة، و يُفكر في تنويع نشاطه ليشمل مجال العقارات.

وتُثير قصص نجاح مثل هؤلاء، رغبة جامحة  لدى الكثير من الشباب في موريتانيا، و هو ما جعل سوق "نقطة ساخنة"، وجهة لصائدي الأحلام، ممن حرمتهم ظروف البطالة والفقر من الدراسة، ليعرفوا أخيرًا بأن سوق العمل ليست بحاجة إليها.

كما تكتسب هذه القصص مغزى آخر، حيث تُحفز المتفائلين لتحقيق أحلامهم، من دون أن تلعب أوهام الهجرة في عقولهم من أجل مهنة تدر عليهم المال في أوروبا أو أميركا، لكن لا تمنحك بالمقابل أماناً وسعادة.

تيم لاين