تحت عنوان: “موريتانيا .. نداء الصحراء” ، خصص برنامج Echappées belles الذي تبثه قناة “فرانس5” حلقته التي بثت ليلة السبت عن موريتانيا. حلقةٌ، جعلت المشاهد الفرنسي يعيد اكتشاف واحدة من أجمل الصحارى في العالم والتي بات يمكن للسائحين-من الفرنسيين خاصة-الوصول إليها مجدداً.
فقد أعيد فتح الطريق المؤدي إلى صحراء موريتاينا التي تعد واحدة من أجمل الصحاري في العالم بعد أن قاطعها السياح الأجانب – بالأخص الفرنسيين –بسبب الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في البلاد قبل عشر سنوات. إذ عاد السياح الأوروبيون الْيَوْم إلى هذا البلد للتأمل في الكثبان الرملية والهضاب الصخرية لصحراء ولاية آدرار الشهيرة، التي يعشقها تيودور مُونوُ: عالم الطبيعية الفرنسي، الذي كان على رأس مجموعة من الباحثين الذين يدرسون الجيولوجيا الطبيعية لموريتانيا.
وفِي بداية هذه الحلقة المخصصة لموريتانيا من برنامج Echappées belles الذي يمتد لنحو ساعة وعشرين دقيقة؛ أعرب أحد المرشدين السياحيين الموريتانيين عن أمله في “استئناف الحياة وعودة الابتسامات، معتبراً أنّ السياحة بمثابة المطر والرحمة بالنسبة لساكنة منطقة آدرار تحديداً”.
وقد بدأت هذه الرحلة التي تهدف إلى تسليط الضوء على البلدان التي يزورها فريق البرنامج وظروفها سكانها؛ بدأت من ولاية آدرار السياحية الواقعة في الشمال الموريتاني. وتعد هذه الولاية التي سميت على إسم هضبة آدرار ثرية بمدنها التاريخية كشنقطي ووَدانْ، بالإضافة إلى مناظرها الطبيعية المتنوعة.
وعلى طول البرنامج حاول معد الحلقة إسماعيل خليفة، الوقوف على المقومات السياحية الكبيرة لموريتانيا، التي تعتبر همزة وصل بين منطقة المغرب العربي وإفريقيا السمراء؛ لكنها عانت من السمعة السيئة في العقد الأخير.
وبالعودة إلى الوراء؛ نذّكر أن جريمة اغتيال أربعة سياح فرنسيين عام 2008 والتي نتج عنها إلغاء رالي باريس-داكار، ثم خطف مواطنيين إيطاليين في عام 2009، وإحباط اعتداء على السفارة الفرنسية في نواكشوط عام 2011؛ أدت هذه الأحداث إلى وضع موريتانيا ضمن قائمة الوجهات السياحية الخطرة.
ومنذ ذلك الحين -أي عام 2011 – لم تشهد البلاد أي عمل إرهابي، لكنها بقيت مصنفة “منطقة ينصح رسميا بعدم زيارتها” من قبل وزارة الخارجية الفرنسية ، على الرغم من احتجاجات السلطات الموريتانية وعدم فهم منظمي الرحلات السياحية.
على الصعيد الاقتصادي، كانت التداعيات وخيمة جداً! ففي أواخر عام 2000، كان مطار مدينة أطار (عاصمة ولاية آدرار) الذي استأنفت رحلاته الجوية مع باريس نهاية عام 2017؛ كان يستقبل 17 ألف مسافر سنوياً. وفِي غضون بضعة أشهر، اضطر العاملون في قطاع السياحية إلى وقف جميع أنشطتهم.
واليوم؛ وبعد تحولها من الأحمر إلى البرتقالي، طبقاً للتصنيفات الأمنية لوزارة الخارجية الفرنسية، يعود النشاط السياحي في ولاية آدرار تدريجياً إلى سابق عهده.
بالإضافة إلى ولاية آدرار؛ أبرزت هذه الحلقة وصورها الجميلة، مناطق أخرى من موريتانيا، على غرار Banc d’Arguin ، وهي محمية طبيعية تقع على طول ساحل المحيط الأطلسي. أو كذلك، وادي نهر السنغال، الذي يعتبر بمثابة حديقة عدن الحقيقية. لمزارع موريتاني شرع في الزراعة (BIO).
في عام 2017، رحبت موريتانيا، التي لا يزال الجزء الشرقي منها مصنفاً في المنطقة الحمراء من قِبل الخارجية الفرنسي، بـ 1،500 سائح فقط. ويأمل العاملون في قطاع السياحة في هذا البلد أن تشكل هذه الحلقة التي خصصها برنامج”Echappées belles”، نسمة هواء نقية للسياحة في موريتانيا.
باريس-“القدس العربي”