تشتكي الصحف الموريتانية مما تسميه مماطلة السفارة السعودية في نواكشوط في سداد مستحقاتها من الاشتراكات التي كان آخر سداد لها عامي 2011 و 2012 ولم يتم تسديد أي مبلغ بعد ذلك.
ويقول بعض مسؤولي الصحف الموريتانية إنهم كلما سألوا عن تلك المستحقات وعن مصير الفواتير ترد عليهم السفارة في نواكشوط بأنها تنتظر الرد من وزارة الثقافة والإعلام السعودية وأن المسألة مجرد روتين إداري، لكن مسؤولي بعض الصحف يستغربون من هذا الروتين الذي يمتد لأربع سنوات متواصلة؟!
بعض مسؤولي الصحف الموريتانية علق قائلا: "إن السعودية منهمكة في حروب مكلفة باليمن والعراق وسوريا وغيرها تكلفها مئات الملايين يوميا ولا يمكن أن تهتم بالإعلام الخصوصي في موريتانيا خاصة وأنه مهني ومستقل ولا يساير بالضرورة أجندات المملكة في حروبها هذه، وبالتالي فالأولوية السعودية الآن هي لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وفرض سيطرة قواتها على اليمن وتمويل بعض الجماعات المسلحة في سوريا والعراق وليس لتسديد مستحقات الصحف الموريتانية حتى ولو بعد خمسين عاما"؛ حسب تعبير مسئول إعلامي موريتاني تحدث لـ"ميثاق".
وتشترك وزارة الثقافة والإعلام السعودية في العديد من الصحف الموريتانية المستقلة والحكومية وبمبالغ هزيلة تتفاوت بين 2000 و1000 دولار سنويا مقابل 15 نسخة من كل إصدار حسب دورية الصحيفة وهي في مجملها مبالغ يعتبرها المعنيون هزيلة، بحيث يمكن تسديدها من الميزانية المفتوحة لسفارة المملكة في نواكشوط دون أدنى مماطلة؛ حسب ما يقول مسؤولو بعض الصحف.
ويستغرب الإعلاميون من هذا التأخير الذي تجاوز حدود الروتين الإداري، وبدأ كثيرون يتساءلون عن اسبابه الحقيقية؛ هل هي أزمة سياسية بين موريتانيا والسعودية، أم هي أزمة سيولة خانقة تعيشها المملكة الغنية بالنفط.