على بعد شهر ونصف قبل مغادرته البيت الأبيض، يأمر الرئيس باراك أوباما بالتحقيق في الدور الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ملمحا الى احتمال لعب موسكو دور ما عبر الإنترنت لصالح الجمهوري دونالد ترامب، وهذا الأخير يرد بأن من حرروا التقرير هم من ادعوا بأن صدام حسين كانت له أسلحة دمار شامل.
وخلال الحملة الانتخابية، أعربت روسيا عن دعمها غير المباشر لدونالد ترامب، كما أن الأخير دعا الى التنسيق مع زعيم الكرملين فلادمير بوتين لمواجهة الكثير من القضايا المطروحة دوليا مثل مكافحة الإرهاب.
وجرى الحديث عن دور روسي في قرصنة البريد الالكتروني للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، بعدما نشرت ويكليكس هذا البريد الذي تضمن الكثير من المعطيات الحساسة.
ووعيا بحساسية الموضوع، كشف مساعد الناطق باسم البيت الأبيض إريك شولتز أمس الجمعة للصحافة أن الهدف من التحقيق الذي أمر به الرئيس أوباما لا يرمي الى التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية بل الإجابة على التساؤلات التي جرى طرحها خلال الشهور الأخيرة وتتلخص في: أي دور للقرصنة الروسية في الانتخابات الأمريكية؟
ونشرت جريدة الواشنطن أمس ملخص تقرير للمخابرات الأمريكية سي أي إيه يتحدث عن دور روسي للتأثير في نظام التصويت الأمريكي والتلاعب بالبريد الالكتروني لأحد المرشحين بهدف دعم مرشح على حساب آخر، وذلك في إشارة الى دعم روسيا لترامب على حساب هيلاري كلينتون.
ويرغب باراك أوباما الى تسريع التحقيق في هذا الملف وعيا منه أن وصول ترامب الى البيت الأبيض يوم 20 يناير المقبل قد ينهي التحقيق. كما أن التأكد من صحة هذه التساؤلات سيجعل التقارب الأمريكي في ظل رئاسة ترامب مع روسيا عملية صعبة.
ولم يتأخر رد دونالد ترامب الذي رد ليلة الجمعة ببيان قوي “نتائج المخابرات غير صحيحة، هذه المزاعم حول دور روسيا في دعم صادرة عن نفس الأشخاص الذين ادعوا بأن صدام حسين يمتلك أسلحة الدمار الشامل. انتهت الانتخابات منذ مدة بأحد أكبر الانتصارات للمجمع الانتخابي في تاريخ الولايات المتحدة، والآن علينا السير قدما لبناء أمريكا عظيمة”.
وقال ترامب سارخا في رده على هذه الانتقادات “من يؤكد أن روسيا حاولت التلاعب بالنظام الانتخابي الأمريكي أو أن تكون الصين هي التي تقف وراء ذلك أو شخص ما يوجد في نيوجرسي”.
ولا تتقاسم أجهزة استخبارات أمريكية أخرى نتيجة التقرير الذي أعدته سي أي إيه، وقالت أنه يتضمن تلميحات وليس معلومات ودلائل مقنهة وحاسمة. كما نفت ويكليكس أن تكون روسيا وراء مدها بالبريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون.
“رأي اليوم”