باريس – ميثاق/ “رأي اليوم”:
تضع جبهة البوليزاريو المملكة المغربية في موقف محرج بعدما قررت تشييد نقط مراقبة عسكرية وربما جمركية في المنطقة الفاصلة بين الصحراء الغربية التي يديرها المغرب وموريتانيا والتي يطلق عليها اسم “الكركرات” أو قندهار.
وكان المغرب قد أقدم منتصف شهر أغسطس/آب الماضي على تعبيد الطريق الفاصلة بين الصحراء الغربية وموريتانيا، وبرر إجراءه بمواجهة الإرهاب وتنظيم التنقل في منطقة تشهد دينامية في الحركة التجارية بين المغرب وموريتانيا.
واعتبرت جبهة البوليزاريو القرار المغربي اختبارا للقيادة الجديدة لإبراهيم غالي الذي تولى منصب الأمانة العامة والجمهورية (أعلنتها البوليزاريو دون اعتراف أممي) خلفا للراحل محمد عبد العزيز. وأقدمت الجبهة على نشر وحدات عسكرية في الكركرات ومنعت السلطات المغربية من إتمام تعبيد الطريق.
وفشلت مساعي الأمم المتحدة في حل نزاع الكركرات، وذهبت البوليزاريو بعيدا بعدما قررت مؤخرا إقامة نقط مراقبة وتفتيش تمتد من الكركرات حتى المحيط الأطلسي، لتفصل بين الصحراء التابعة للمغرب وموريتانيا، وهي الصحراء التي تعتبرها البوليزاريو محتلة من طرف المغرب.ولم تعلن البوليزاريو عن القرار بشكل علني بل أوردته الصحافة المقربة منها.
ويتحاشى الإعلام المغربي الحديث عن قرارات البوليزاريو في الكركرات، بينما ذهبت جريدة العلم الناطقة باسم حزب الاستقلال، أقدم الأحزاب المغربية، إلى اتهام موريتانيا بالتورط في تشجيع البوليزاريو وبالخصوص بعدما زار زعيم الجبهة إبراهيم غالي المحيط الأطلسي.
وتنأى موريتانيا بنفسها عن الأزمة، وتقول بأن ما يجري لا يعنيها لأنه يقع خارج حدودها.
ويعتبر وجود البوليزاريو في مياه المحيط الأطلسي محرجا للسلطات المغربية، ويجهل كيف ستتصرف لمواجهة هذا التحدي.