قالت صحيفة "هآرتس" العبرية, إن الحرائق المتواصلة في إسرائيل أدت إلى عمليات إخلاء لعشرات الآلاف من سكان مدينة حيفا تحديدا، في ظل الأضرار, التي أحاطت بعشرات المنازل. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 26 نوفمبر، أن الحرائق خلفت دمارا هائلا لن يتم ترميمه قبل أشهر عديدة قادمة, إن لم يكن قبل سنوات.
ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل, قوله :"إن الحرائق المشتعلة تمثل أيضا اختبارا لمدى جاهزية قوات الطوارئ, استعدادا للمعركة القادمة.
وأشار هارئيل إلى أن أي حرب قادمة, سوف تضطر إسرائيل خلالها للتعامل مع مخاطر ستهدد جبهتها الداخلية, على غرار هذه الحرائق. وتتعرض مناطق مختلفة في وسط وشمال إسرائيل منذ الثلاثاء 22 نوفمبر لحرائق ضخمة, ما إن تسيطر قوات الإطفاء على بعضها بصعوبة بالغة, حتى تعود, وتشتعل في مناطق أخرى، آخرها في مدينة حيفا, التي تحوي مناطق استراتيجية,
وبدأت حرائق الغابات قرب القدس المحتلة، وتوسعت رقعتها بفعل الرياح الشرقية, وتسببت في إجلاء نحو ثمانين ألف شخص من مدينة حيفا ودمرت مئات المنازل. ونقلت "الجزيرة" عن مصادر في الدفاع المدني الإسرائيلي، قولها إن أكثر من سبعمائة منزل أتت عليها النيران بالكامل في الأحياء الشرقية لمدينة حيفا، وإن أكثر من 150 شخصا احتاجوا للعلاج في المشافي.
وتابعت المصادر ذاتها "أكثر من ستين ألف شخص اضطروا للبقاء بعيدا عن منازلهم بسبب انتشار الحرائق التي وصلت إلى منطقة الناصرة وبلدة إكسال في الشمال، وكريات جلت في جنوب البلاد، وتواصلت الحرائق في المناطق الجبلية (غربي القدس)، حيث اضطرت السلطات إلى إخلاء سكان إحدى البلدات".
وتستعر الحرائق في مواقع مختلفة بإسرائيل, لكنها اشتدت مساء الخميس الموافق 24 نوفمبر بسبب هيمنة الطقس الجاف وهبوب رياح شرقية قوية.
وتشارك ثمانية طواقم فلسطينية في جهود الإطفاء في القدس وحيفا إلى جانب طائرات إطفاء وصلت من روسيا وتركيا واليونان وكرواتيا وقبرص وإيطاليا، ويتوقع أيضا مشاركة طائرة الإطفاء الأمريكية العملاقة "سوبر تانكر" في عمليات الإطفاء.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين في حيفا :"كل حريق متعمد أو تحريض على جريمة الحرق العمد هو إرهاب بكل معنى الكلمة، وسنتعامل مع الأمر على هذا الأساس.. مهما كان من يحاول أن يحرق أجزاء من إسرائيل فإنه سيعاقب على ذلك بشدة".
كما أشار وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان إلى ما سماه "إرهاب الحرائق العمد"، وقال إن هناك عددا محدودا من الاعتقالات، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. يذكر أن الحرائق الحالية هي الأكبر في إسرائيل رغم الحرائق التي وقعت في 2010 وأسفرت عن مقتل 44 شخصا، وتوصلت التحقيقات حينها إلى أن الإهمال هو السبب.