قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إن اتفاقاته "الشخصية" التي توصل إليها مع نظيره الأمريكي باراك أوباما بشأن الأزمة السورية "فشلت".
جاء ذلك في كلمة ألقاها بوتين خلال منتدى "فالداي" الحواري في مدينة سوتشي الروسية، في معرض تقييمه لعلاقات بلاده مع الولايات المتحدة، ومستجدات الملف السوري.
وأشار بوتين إلى فشل مبادرات وقف نزيف الدم بسوريا والبدء بالحل السياسي، مضيفا: "اعتقدنا أن تشكيل جبهة مشتركة لمكافحة الإرهاب (بسوريا) قد بدأ بعد المباحثات والجهود الحثيثة، لكن ذلك لم يحصل".
وتابع الرئيس الروسي: "كما فشلت اتفاقاتنا الشخصية مع رئيس الولايات المتحدة بسبب تدخل قوى من واشنطن (لم يسمها) ضد تفعيل هذه الاتفاقات"، دون مزيد من التفاصيل عن تلك الاتفاقات.
وحول الوضع في مدينة حلب السورية، قال بوتين: "إذا كان الغرب يريد انتهاء الحرب ضد الإرهاب بسبب وجود المدنيين في حلب فعندها ينبغي النظر إلى عملية الموصل (العراقية) بنفس المنطق".
وأوضح أن الولايات المتحدة لم تلتزم بوعودها بشأن فصل المعارضة السورية المعتدلة عن المجموعات الإرهابية، وقررت فيما بعد إنهاء العمل باتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا.
ورأى بوتين أن "اتهام روسيا بكل ما يجري في سوريا أمر غير أخلاقي، فنحن نتصرف بحذر تجاه هذه الاتهامات الأمريكية وتمتنع عن الرد ولكن لكل شيء حدّ معين".
وفيما يتعلق بالعلاقات الروسية مع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لفت بوتين إلى أن الأخير لم ينجح في التكيف مع الظروف الراهنة في العالم رغم جميع مباحثاته في هذا الإطار، دون مزيد من التفاصيل.
وفي الوقت الذي لم يعلن فيه بوتين عن مزيد من التفاصيل حول ما وصفه بالاتفاقات الشخصية مع أوباما حول الازمة السورية، كان آخر اتفاق بين البلدين حول تلك الأزمة ما توصل إليه وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري، وروسيا سيرغي لافروف في جنيف الشهر الماضي.
ففي 9 سبتمبر/أيلول الماضي، توصل الوزيران إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بسوريا يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة (اعتبارا من مساء يوم 12 من ذات الشهر)، ويتكرر بعدها لمرتين وهو ما تم بالفعل قبل الإعلان عن انتهاء الهدنة من قبل النظام السوري في 19 من ذات الشهر، بعد صمود هش لوقف إطلاق النار استمر لأسبوع، وتبادل جميع الأطراف الاتهامات بخصوص فشل الاتفاق.
وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، حصاراً برياً كاملاً من قبل قوات النظام السوري وميليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من شهر، وسط شحّ حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية؛ ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني فيها.