المخزن المغربي يتمترس خلف حرية الصحافة لمحاولة التملص من الإساءة لدول الجوار
بالتأكيد يستحيل عليك أن تختار جيرانك جغرافيا؛ كما أنه ليس بإمكانك تغييرها؛ لكن البعض بيده أن يحول هذه الجيرة إلى لعنة؛ بل إنه يتقن ذلك بشكل غريب يجعلك تتمنى أن يكون بمقدورك أن تغيرها خصوصا أنها بنيت على اغتصاب أرض ومحاولة سحق شعب.
إن الحملات المسعورة التي شنها بعض الإعلام المغربي خلال الأيام الماضية على بلادنا تزامنا مع الإعلان عن قمة الأمل التي ستحتضنها نواكشوط ما بين 25 ـ 26 يوليو القادم لتكشف بشكل فاضح مبلغ الحقد الذي قد يأكل قلوب البعض لمجرد أنك موجود وأن الحيز الذي تشغل في العلاقات الدولية ذا معنى ومبنى.
إن محاولة التشويش على هذا الحدث العربي الهام من خلال حملات مدفوعة الثمن من طرف المخزن المتعفن؛ يستدعي أن نعيد النظر في علاقتنا مع الجار الشمالي ـ ما وراء الجمهورية العربية الصحراوية ـ الذي بات عاجزا عن إخفاء عدائه السافر لبلدنا رغم محاولتنا المتكررة للتجاوز عن هذا السلوك المشين الذي يعبر عن قصر نظر طالت آثاره ولامست شظاياه العلاقات مع أغلب البلدان الإفريقية خصوصا منها دول الجوار التي تتلظى يوميا بتصرفات خرقاء لشرذمة من شذاذ الآفاق يعجزون عن فهم ومواكبة التطورات الدولية التي تجاوزت عصر الدول الامبريالية.
إن التمترس خلف حرية الصحافة لمحاولة التملص من الإساءة لدول الجوار، شعوبا وحكومات، تحتاج لتراث ضارب في العمق من الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير تتنافى وإغلاق مكاتب المؤسسات الإعلامية الدولية، ومنع بعض النشريات من دخول مملكة المتاجرة بالأعراض ولصوص المطارات.
اعتقد أن الشعب المغربي الشقيق الصامت والصابر على الطغيان؛ بات مطالبا اليوم وقبل الغد أن يعبر عن رفضه للحروب العبثية التي تخاض باسمه مع مختلف بلدان الجوار ليعيش في سلام يمكنه من الخروج من الأزمة الأخلاقية والاقتصادية التي يعيش في دوامتها منذ استقلاله إلى اليوم؛ فمن غير الطبيعي أن يسكت هذا الشعب الضارب الجذور في التاريخ على شرذمة تعيش على الأزمات الخارجية وتقتات عليها لتلفت انتباهه عن الظلم والغبن الفاحش والإذلال الذي يعيشه اليوم كل مغربي في بيته؛ بحكم فرية تاريخية تتخذ من "بيعة" أبرمت بليل في غفلة من الزمن ولم تؤد حقها وحولت إلى أغلال يرفس فيها كل مغربي من المهد إلى اللحد .
كما أن دول الجوار التي تحررت من نير الاستعمار والتلفيقات التاريخية باتت هي الأخرى مطالبة أخلاقيا بأن تمد يد العون لأشقائها المغاربة لرفع هذا الضيم الذي لم يعد هنالك ما يبرره بعد أن انكشفت عمالة النظام الذي يحكمهم حسب روايات بعض من عاصر الأحداث العربية الكبرى كما أكده انهماكهم الكامل في تحويل هذا البلد المسلم لماخور في الحديقة الخلفية لأوربا بحجة نقل الحداثة التي انحصرت في الدفع بالحرائر إلى مستنقع الرذيلة.
محمد يكبر ولد عبد المالك