هل اختلقت الصحافة أزمة من العدم حول علاقة المغرب وموريتانيا؟

26 يونيو, 2016 - 01:40

كواليس اليوم: إسماعيل هاني

حل وزير خارجية موريطانيا بالمغرب لنقل رسالة من الرئيس الموريتاني إلى المغرب لتبديد التأويلات السلبية التي تحاول اختلاق أزمة سياسية بين المغرب وموريتانيا، انطلاقا من معطيات قد غير دقيقة، لكنها تبقى غير رسمية على الأقل.

زيارة وزير الخارجية الموريتاني، والذي استقبل من طرف المسؤولين المغاربة، وحمل رسالة من الرئيس الموريتاني تتضمن دعوة إلى جلالة الملك محمد السادس لحضور القمة العربية المقبلة بنواكشوط.

ويمكن لهذا الموقف أن يكون بمثابة رد على كل الجهات التي تحاول الاصطياد في الماء العكر. أو ربما بمثابة اعتذار وتكفير عن الأخطاء المنسوبة إلى موريتانيا تجاه المملكة، ومصالحها العليا، خصوصا قضية الوحدة الترابية.

ومهما يكن الأمر، والخلفيات، فإن مناخ الأزمة الذي تحاول الصحافة تكريسه هو أمر غير دقيق، ويعكس استهتار جزء من الجسم الاعلامي المغربي بالمصالح العليا للوطن، والتي قد تتضرر نتيجة اختلاق وقائع لا أساس لها من الصحة والتي قد تكون سببا في حدوث أزمة فعلية لا مصلحة للمغرب فيها، علما أن دولة موريتانيا تتعرض لضغوط كبيرة من طرف الجزائر وجبهة بوليساريو، حتى تنضم لمعسكر الانفصال مع أن تقييم موقف موريتانيا الحقيقي كان دائما في صف المغرب، كما أنها سعت في بعض الأوقات الى الإسهام في إيجاد حل متوازن يضمن مصالح جميع الأطراف، على حد تعبير مسؤوليها.

ما يهمنا هنا هو أن تهور جزء من الصحافة الوطنية التي باتت تسقط في فخ خدمة أجندة الأعداء والخصوم، يفرض عليها ضرورة التقيد بمتطلبات المهنية بدل الارتكان لهاجس المقروئية دون أدنى اعتبار لمصالح المملكة.

إن حساسية العلاقات الدبلوماسية والدور الكبير والخطير الذي يلعبه الاعلام يفرض على الصحافة المغربية التعاطي مع نشر بعض الأخبار التي قد تؤثر على علاقات ومصالح الوطن بكثير من المسؤولية والحرص على عدم إفساد علاقات المغرب الخارجية، سيما مع بعض البلدان التي قد تستغل ما ينشر بعشوائية لاتخاذ مواقف سلبية من البلاد وقضاياها الوطنية. ولذلك فإن تعاطي الإعلام، سواء الوطني أو الخارجي، مع مثل هذه القضايا والأخبار، يتطلب الكثير من التدقيق والحيطة والحذر.