الرئيس الموريتاني ينهي اليوم زيارته المؤجلة إلى الإمارات

30 مايو, 2016 - 11:17

الدعم المالي أبرز ملفات الزيارة وربما يفتح ملف الإخوان

 يتصدر الشأن المالي، حسب تأكيدات لمصادر مطلعة، زيارة الصداقة والعمل التي ينهيها اليوم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للإمارات والتي كانت قد أجلت مرات عدة. ويتضح الطابع المالي للزيارة من خلال تشكيلة الوفد الموريتاني الذي يضم وزيراً واحداً من أعضاء الحكومة هو وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد أجاي.

وحسب المصادر نفسها فإن الرئيس الموريتاني جاء إلى أبو ظبي لاستنجاز وعود إماراتية سابقة بتقديم دعم مالي لبلاده التي تمر بسنة مالية شهباء حسب توقعات هيئات ابريتون وودس، وإن كان الرئيس اعتبرها في خطابه الأخير سنة عادية وجيدة.
ومن المتوقع أن تكون استضافة موريتانيا للقمة العربية المقررة آخر تموز/يوليو المقبل العنوان الذي ستندرج تحته المساعدة المالية الإماراتية لموريتانيا إضافة لتنشيط حكومة الإمارات بمناسبة الزيارة، للاستثمارات الإماراتية التي تنتظرها موريتانيا بفارغ الصبر منذ سنوات.
ومع أن المعلومات الراشحة عن الزيارة قليلة للغاية، فقد أدرج مدونون موريتانيون متسيسون زيارة الرئيس ولد عبد العزيز للإمارات ضمن تنسيق ستحدد ملامحه لكبح جماح إخوان موريتانيا. ويعتقد هؤلاء أن حكومة الإمارات مستمرة في سياساتها التضييقية على الإخوان والتي تسعى لتوسيع نطاقاتها لتشمل دوائر تأثيرها الخارجية.
وفي هذا السياق، أكد المدون الموريتاني محمد الأمين ولد أشفاغه في تدوينه له أمس «أن في جعبة ولد عبد العزيز ملف حزب «تواصل» المحسوب على حركة الإخوان المسلمين في موريتانيا».
«فخصوم الحركة، يضيف المدون البارز، سبق وأن أبدوا للسلطات الموريتانية خشيتهم من التشويش على زيارة الرئيس المصري خلال القمة العربية، خاصة وأن الحركة لديها سوابق في المجال كزيارة شالوم وزيارة الوفد المصري، كما أنهم سيكونون في حرج بالغ أمام التنظيم الدولي إن هم تقاعسوا».
وأشار المدون إلى أن «الجانب الموريتاني تعهد بدوره بالعمل على ضبط مناضلي الحركة مصرحاً باستعداده لحل الحزب وتفكيك البنية الهيكلية للتنظيم مقابل الحصول على امتيازات مالية».
«ومن أجل جس النبض، يضيف ولد اشفاغه، بدأت الحملة على حزب «تواصل» والدعوة لحله، لدرجة ما يمكن أن نسميه بالإبتزاز السياسي لإخوان موريتانيا، أي نحصل على الأموال مقابل حظر الحزب الذي سينتظر سيدي ولد الشيخ عبد الله آخر حتى يرخص له، أو ستدخلون (أيها الإخوان) في الحوار وتهادنون».
وأضاف المدون ولد اشفاغه قائلاً «المواجهة المفتوحة مع التيار الإسلامي سبق أن جربها الرئيس معاوية في آخر أيامه، ودفع فاتورتها غاليا، ومن الصعب على النظام الحالي تحمل تبعاتها خاصة أن الإخوان باتوا أكثر تنظيما وأشد صلابة ولديهم من الحلفاء السياسيين من يكون لهم ظهيرا». وخلص المدون إلى القول «هو موقف سيتخذه عزيز وحده وسيكون له ما بعده، وكثيراً ما أعمى الناس الطمع».
يذكر أن موريتانيا تحتفظ بعلاقات قوية مع الإمارات العربية المتحدة منذ إقامة هذه العلاقات عام 1973.
وينتظم التعاون الموريتاني الإماراتي ضمن اتفاقيات عدة حصلت موريتانيا بموجبها على تمويلات إماراتية سخية بينها القرض الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة سنة 1979 لموريتانيا بمبلغ أربعين مليون درهم إماراتي لتمويل جزء من طريق «الأمل» الرابط بين كيفة والنعمة شرقي موريتانيا، وكذا القرض الذي حصلت عليه موريتانيا في عام 1980 من صندوق أبوظبي للتنمية على قرض بمبلغ أربعة وعشرين مليون درهم إماراتي لتمويل مشروعات واستصلاحات زراعية وبناء سدود.
وتنشط التجارة البينية بين موريتانيا والإمارات حيث بدأت الأسواق الموريتانية منذ سنوات، تستورد الكثير من بضاعتها من الأسواق الإماراتية، مما يعني تخلي معظم المستوردين الموريتانيين عن أسواقهم التقليدية، وإبدالها بأسواق الإمارات.
وبلغت التجارة البينية بين موريتانيا والإمارات سنويا 48 مليون دولار، فيما وصلت قيمة الشحن البحري من الإمارات إلى موريتانيا 78.8 مليون دولار أمريكي، والشحن الجوي 3.5 مليون دولار أمريكي، وتصدير السيارات 6.7 مليون دولار. وتقدر عائدات السياحة والصيد البري الإماراتي في موريتانيا بأكثر من 10 ملايين دولار حسب معطيات 2007.
وقد انتقلت قيمة الواردات الإماراتية إلي موريتانيا، من مستوى أقل من 500 ألف دولار في سنة 1997، لتصل إلى 30 مليون دولار في سنة 2007، لتعرف بعد ذلك تراجعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.

القدس العربي