تسود اوساط حركة “الاخوان المسلمين” في مختلف انحاء الوطن العربي والعالم والمنافي الاوروبية حالة من الصدمة، بعد تنصل حركة النهضة التونسية من انتمائها “الاخواني” وفصلها بين السياسي والدعوي، وتحولها الى حزب سياسي “تونسي” صرف بعيدا عن اي ارتباط اسلامي، وحصر الاسلام في الجانب “الدعوي” فقط.
وقالت مصادر اسلامية شاركت في اعمال مؤتمر حركة النهضة العام الذي اختتم اعماله قبل ثلاثة ايام، واعاد انتخاب الشيخ راشد الغنوشي رئيسا له مجددا، انها فوجئت بالتحول الكبير الذي طرأ على الحركة، وابتعادها عن جذورها وانتماءاتها الاسلامية، كحركة سياسية، وحددت هذا التحول في عدة نقاط:
• اولا: لوحظ غياب ممثلي حركة “الاخوان المسلمين” في مصر كليا عن المؤتمر، لان الحركة لم توجه اليهم دعوة للحضور، بينما شارك في المؤتمر ممثلو حركات اسلامية من باقي ارجاء العالمين العربي والاسلامي، وعدد من الدولة الاوروبية.
• ثانيا: الشيخ راشد الغنوشي ذكر في خطابه الرئيسي بلدان العالم الاسلامي والعربي، ونوه بقضاياهم جميعا، ولكنه لم يذكر مطلقا قضية فلسطين، الامر الذي أثار العديد من التساؤلات عما اذا كان هذا التجاهل متعمدا ام سهوا، خاصة ان شخصيات فلسطينية اسلامية كانت من ضمن الحضور.
• ثالثا: غاب السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس″ عن مؤتمر النهضة العام، وهو المعروف بعلاقتة القوية بحركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي، كما غاب ايضا الدكتور يوسف القرضاوي، ومَثل حركة “حماس″ السيد اسامة حمدان، رئيس لجنة العلاقات الدولية، ولم يعلق مطلقا على مسألة عدم ذكر فلسطين في كلمة الغنوشي.
• رابعا: لاحظ الحاضرون ان الشيخ الغنوشي لم يذكر مطلقا في كلمته الاوضاع في سورية او مصر او العراق، واكتفى فقط بالدعاء لحكومة الوفاق الليبية بالنجاح في مهمتها.
• خامسا: غاب الدكتور المنصف المرزوقي، رئيس تونس السابق، الحليف الابرز لحركة النهضة، بينما حضر الرئيس الباجي قايد السبسي.
• سادسا: توقف المراقبون طويلا عند تصريحات للسيدين لطفي زيتون، احد ابرز مستشاري الغنوشي، والدكتور رفيق عبد السلام صهر الشيخ، واول وزير خارجية في حكومة “الترويكا” التونسية، التي تبرءا فيها من حركة “الاخوان المسلمين”، واكدا ان حركة النهضة لم تكن مطلقا، وفي اي يوم من الايام، تنتمي الى هذه الحركة.
وذكرت المصادر نفسها لـ”راي اليوم” ان جناح الشيخ راشد الغنوشي، وهو الغالب في الحركة، هو الذي يقف خلف هذه المراجعات الفكرية والسياسية للحركة، ويحظى بدعم كبير في اوساط المؤتمر العام كمقدمة للانخراط في “مدنية” الدولة على طريقة حزبي العدالة والتنمية في تركيا والمغرب، ولكن هذا لا يعني عدم وجود معارضة لهذا التوجه، ولكنها ما زالت محدودة حتى الآن.
رأي اليوم اللندنية