أكدت نقاشات تواصلت أمس ضمن ندوة الحريات الإعلامية في العالم العربي وإفريقيا التي تنظمها نقابة الصحافيين الموريتانيين حاليا في نواكشوط «أن نقص المعلومة والشح في مصادر الأخبار والعراقيل التي تواجهها المقاولات الصحافية هي أبرز المشكلات التي تواجه الحريات الإعلامية في موريتانيا».
وتحدث نقيب الصحافيين الموريتانيين أحمد سالم ولد المختار السالم في مداخلة له أمس أمام الندوة عن صعوبات عديدة أكد أنها «تواجه الصحافة الموريتانية وعلى رأسها العقبات التي تقف في وجه الحصول على المعلومة، في وقت أضحى هذا الحق مكفولا للعديد من الإعلاميين، بل وحتى المواطنين العاديين حول العالم».
وأشار «إلى أن العديد من الإعلاميين الموريتانيين يعملون في ظروف صعبة، دون عقود عمل، ودون توفير المتطلبات الضرورية لأداء وظائفهم».
وأكد الشيخ سيداتي المدير العام لوكالة الاخبار الموريتانية المستقلة في عرض آخر أمام الندوة أمس «أن هناك مشتركا عاما بين الصحافة بجميع أجناسها في موريتانيا وهي عدم الولوج لمصادر الخبر، وغياب المؤسسية أو المقاولة الصحافية الجادة واحتكار الاعلام الرسمى للإعلام والإعلان».
وأوضح في عرضه «أن الصحافة الألكترونية في موريتانيا تتميز بأنها ولدت حرة خارج الكثير من الأُطر القانونية». وقال «ورغم وجود مائتي موقع إعلامي نشط في موريتانيا فإن الخبر السياسي هو الطاغي على الإنتاج الإعلامي للمواقع الموريتانية حيث لا يوجد تخصص في الأخبار سوى الأخبار الرياضية التي أصبحت لها صحافتها الخاصة».
وفي مداخلة حول الصحافة المكتوبة الخاصة في موريتانيا أكد الحسين محنض المدير الناشر لصحيفة «الأمل الجديد» «أن أولي التجارب بالنسبة للصحافة المكتوبة الخاصة في موريتانيا كانت في بداية 1987 وكان ممتهنوها سياسيين ومثقفين لا إعلاميين».
وقال « قررت الحكومة ذلك التاريخ تمييع الصحافة بعد أربع سنوات من تجربة الاعلام وذلك قبل أن تصنف الصحافة علي أساس «ثنائية ولاء ومعارضة»، وأصبح التعامل معها على ذلك الأساس ضمن الخطة المدروسة للقضاء عليها من طرف الدولة»
وقال «إن تمييع الصحافة الخاصة كان هدفه الأساس هو خلق صحافة لا تحمل رأيا ولا تريد إصلاحا وإنما يقتصر دورها على خدمة النظام مقابل العائد المادي».
وختم ولد محنض عرضه بقوله «لم يبق لدينا سوى النضال ضمن الصحافة المكتوبة حتى لا تنقرض وعلينا المحافظة عليها قبل أن تحول إلى المتحف».
وتناولت جلسات الندوة عدة موضوعات بينها واقع الحريات الإعلامية في العالم ونضالات الصحافيين التي ترأس جلسة نقاشاتها جيم بوملحة رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين، والحريات الإعلامية في العالم العربي وقد قدم عرضها أحمد قران الزهراني أستاذ الإعلام بالجامعات السعودية».
وناقش المشاركون في الندوة أمس عرضا حول «الحريات الإعلامية في إفريقيا المكاسب والعوائق» قدمه ماريا لويزادكافرلو روجريو رئيسة اتحاد الصحافيين الأفارقة».
وحظي عرض عن التنافس الدولي الإعلامي على القارة الإفريقية قدمه الدكتور سيدي أحمد الأمير الباحث في مركز الجزيرة للدراسات بجانب كبير من مناقشات الندوة .
ويتضمن برنامج الندوة جلسة علمية حول حقوق الصحافيين وواقع المقاولات الصحافية، والإكراهات المؤسسية الإعلامية في القطاع الخاص الموريتاني، وسبل تعزيز المقاولة الصحافية وفرص وآفاق التكوين الإعلامي في موريتانيا.
«القدس العربي»