
كان سيشكل تعميم الوزير الأول ثورة في تاريخنا المعاصر على المفاهيم السلبية، وإعلانَ حربٍ حقيقية و”مَفصولٌ” فيها على العقليات المتخلفة المعيقة للتنمية… بل كان سيجتث الفسادَ من جذوره لو أن التعميم اتسعت دائرة تهديده بالحرب على مفاهيم وكيانات أكثر خطراً على الوحدة والتنمية، وأوسع انتشارا في صفوف موظفي ووكلاء الدولة مثل المحسوبية والزبونية… فهذه هي الجائحة والبلاء الأعظم الذي يجتاح البلاد ويأتي على الأخضر واليابس، فلا يبقي ولا يذر، حيث تأتي على رأس قائمة ضحاياه إرادة الرئيس في التغيير، وحزمة برامجه ومشاريعه التنموية التي حصل بموجبها على إجماع النخبة، ونال على أساسها ثقة الشعب…
وتطول قائمة ضحايا جائحة المحسوبة والزبونة لتشمل القبيلة، ذلك الكائن “المسكين” الذي لا يعاديه إلا من جهله في فطرته السليمة ودلالته الشرعية كرابطٍ اجتماعي يوفر المساعدة على تنشئة الفطرة الاجتماعي وحماية الهوية الثقافية وحفظ التراث، وحاضنةٍ لتعزيز التكافل والترابط الاجتماعي.. بينما المحسوبية وقاحة تقوم على تفضيل الأقارب و الأصدقاء في التعيينات والترقيات على أساس العلاقات الشخصية بدلاً من الكفاءة، والزبونية جور يعتمد على بناء العلاقات غير المتكافئة بين أصحاب نفوذٍ وتابعين يتبادلون الخدمات والوظائف مقابل دعم سياسي وولاء شخصي على حساب تكافؤ الفرص والمنافسة العادلة في مؤسسات الدولة والمجتمع..!!
أو ليس هذا هو الفساد الذي يقوض مبدأ تعزيز أركان الدولة وأسس وحدة وتماسك المجتمع الذي نتظر إعلان الحرب عليه في بقية التعميم…
كامل الود/

