"حزب الله" يشيّع الرجل الثاني في قيادته ويشدد على استمرار المواجهة

24 نوفمبر, 2025 - 15:13

بيروت - قدس برس

شيّع "حزب الله" في لبنان، اليوم الإثنين، قائد أركانه هيثم علي الطبطبائي، المعروف بـ"السيد أبو علي"، الذي استشهد مع عدد من مرافقيه جراء غارة إسرائيلية استهدفت، أمس الأحد، الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.

وانطلقت مراسم التشييع من منطقة الغبيري وصولًا إلى روضة الشهداء الأبرار في بيروت، وسط حضور جماهيري واسع عكس حجم التقدير لمسيرة الطبطبائي الجهادية ومواقفه الصلبة في مواجهة الاحتلال حتى اللحظات الأخيرة من حياته.

ونعى "حزب الله" الشهيد الطبطبائي، مبرزًا محطاته البارزة في ساحات القتال والدفاع عن لبنان، ومؤكدًا أن تضحياته وجهوده النوعية ستبقى جزءًا من الذاكرة الجهادية للمقاومة. كما زفّت المقاومة الإسلامية مجموعة من الشهداء الذين ارتقوا معه في الاستهداف ذاته، وهم: قاسم حسين برجاوي، مصطفى أسعد برو، رفعت أحمد حسين، وإبراهيم علي حسين.

وخلال مراسم التشييع، شدّد المشاركون على الوفاء لمسيرة الشهداء ومواصلة نهج المقاومة والدفاع عن الوطن والمقدسات. وفي كلمة له، قال رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"، الشيخ علي دعموش، إن الطبطبائي "كان من رجال الميدان الكبار، ومن أوائل أبطال العمليات النوعية، وقد فقدت المقاومة برحيله أحد أبرز صنّاع انتصاراتها واستراتيجياتها".

وأشار دعموش إلى أن الشهيد أمضى أكثر من 35 عامًا في ميادين الجهاد، وكان من القادة الذين خططوا وأداروا معارك "أُولي البأس" التي شكّلت محطة مفصلية في كسر الهجوم البري الإسرائيلي، كما لعب دورًا محوريًا في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار عبر قيادة عمليات البناء والتخطيط ورسم استراتيجيات المواجهة.

وأضاف أن "العدو أخطأ في حساباته عندما ظن أن استهداف القادة سيُضعف المقاومة"، مؤكدًا أن "حزب الله يزداد قوة وتماسكًا مع كل شهيد يرتقي، وأن الاغتيال الأخير سيُبقي العدو في حالة قلق واستنفار دائمين بانتظار ردود المقاومة". وجدد العهد بالاستمرار في طريق الشهداء قائلاً: "سنُكمل ما بدأتموه، وسنبقى في الميدان دفاعًا عن لبنان والأمة".

وختم دعموش بالإشارة إلى أن "التنازلات التي قدّمتها الدولة اللبنانية لم تُجدِ نفعًا"، مشددًا على أن "واجب الدولة حماية سيادتها ومواطنيها، ورسم خطط واضحة لمواجهة التهديدات ورفض الإملاءات والضغوط الخارجية".

وكان "حزب الله" قد أعلن، مساء أمس الأحد، في بيان رسمي، استشهاد الطبطبائي، واصفًا إياه بـ"القائد الجهادي الكبير"، ومؤكدًا أنه "أفنى حياته في المقاومة منذ انطلاقتها، وكان من القادة الذين وضعوا المدماك الأساسي لتبقى هذه المقاومة قوية عزيزة مقتدرة تصون الوطن وتصنع الانتصارات".

وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميًا، مساء الأحد، اغتيال الرجل الثاني في "حزب الله" هيثم علي الطبطبائي، في الغارة التي استهدفت منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.